ترك برس
كشف المؤرخ التركي البروفيسور الدكتور عثمان كوسه، أن العثمانيين سيطروا على جزيرة سواكن وبنوا قلعة هناك، لمنع تنامي النفوذ البرتغالي في المنطقة، وأن السيطرة على سواكن أتاحت للإدارة العثمانية ضمان سلامة التجارة ووقف التقدم البرتغالي هناك، وضمان أمن البحر الأحمر والمتوسط ووقف تنامي التهديد البرتغالي.
جاء ذلك في تصريح لوكالة الأناضول للأنباء، أوضح فيها أن جزيرة سواكن دخلت الحكم العثماني بعد فترة وجيزة من فتح السلطان ياووز سليم "سليم الأول" مصر عام 1517.
وأضاف الأكاديمي التركي أن العثمانيين نجحوا خلال فترة وجيزة في تحويل سواكن إلى ميناء يستقبل التجار القادمين من الهند والداخل الأفريقي، والباشاوات المسافرين إلى اليمن والحبشة لتأدية مهامهم، والحجاج الذاهبين لتأدية فريضة الحج في الأراضي المقدسة.
وأشار المؤرخ التركي إلى أن أوليا جلبي، أشهر الرحالة والمؤرخين في القرن السابع عشر، زار جزيرة سواكن، وأشار في المعلومات التي قدمها عن الجزيرة في ذلك العصر، أن معظم منازلها كانت مبنية من الحجر، مع وجود نحو 260 خانة مبنيًا من القش والقصب، وأن في الجزيرة مسجدًا بني من الحجر من قبل الوالي أوزدمير أوغلو عثمان باشا.
وينقل "كوسه" عن الرحالة جلبي، أن الجزيرة تحتوي على 20 محلًا تجاريًا وعدة مساجد ومخازن كبيرة لتخزين البضائع الثمينة، كما أن وجود الميناء وفر لسواكن مختلف أنواع البضائع وبأسعار رخيصة وكميات وفيرة، لافتًا إلى أن سواكن كانت تحتوي على خان، وحمَّام، ومدرسة دينية وكروم وبساتين.
وأوضح المؤرخ التركي أن الأنشطة البريطانية في السودان ومصر، أثارت مخاوف وغضب الإدارة العثمانية؛ إلا أنها لم تكن تستطيع فعل الكثير بسبب الهزيمة الكبيرة التي لحقت بها أثناء الحرب مع روسيا ما بين 1877-1878.
وختم "كوسه" قائلًا: "لطالما شكلت جزيرة سواكن في البحر الأحمر، "بوابة لأفريقيا" ما أكسبها أهمية كبيرة بالنسبة للدولة العثمانية في جميع الفترات التاريخية، فضلًا عن الأهمية التي تشغلها المنطقة ضمن استراتيجية العثمانيين المتعلقة بالدفاع عن الحجاز ومنطقة البحر الأحمر."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!