ترك برس
أكد فيليب جيرالدي الخبير السابق في مكافحة الإرهاب ومسؤول الاستخبارات العسكرية في وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جاد في تهديداته باجتياح عفرين ومنبج لمواجهة خطة الولايات المتحدة لإنشاء قوة حدودية من الميليشيات الكردية، مشيرا إلى أن واشنطن ستضطر إلى التراجع لأنها لا تمتلك الموارد أو الإرادة لمواجهة الأتراك.
وقال جيرالدي في حديث لإذاعة سبوتنيك الروسية: "إن هدف الولايات المتحدة من إنشاء "قوة حدودية" في شمال سوريا هو أن تبقى موجودة في سوريا من خلال وجود قوة مسلحة على الأرض، أما الهدف الثانوي فهو مكافأة الأكراد على استخدامهم في القتال في سوريا."
وأشار جيرالدي إلى أن الولايات المتحدة تعرف أن إنشاء دولة إقليمية فعلية يديرها الأكراد سيؤدي إلى غزو تركي، ولذلك فإنها لن تسمح بأن تسير بعيدا في هذا الاتجاه.
وأعرب الخبير الأمريكي عن اعتقاده بأن واشنطن سوف تتراجع في النهاية بدلا من المخاطرة بالتوغل الفعلي من قبل الجيش التركي، مضيفا أن واشنطن ليس لديها الموارد أو الإرادة لمواجهة الأتراك.
ووفقا لجيرالدي، فإن الولايات المتحدة ستضطر في النهاية إلى تلبية تطلعات الأتراك، وقد توافق على نزع سلاح الميليشيات الكردية أو الحد من الأسلحة التي يسمح لهم بها.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد توعد في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن تقضي قوات بلاده قريبا على المسلحين الأكراد شمالي سوريا في حملة ستبدأ من مدينتي عفرين ومنبج في ريف محافظة حلب، متهما الولايات المتحدة بطعن تركيا في الظهر بالإعلان عن تشكيل قوة حدودية.
وتعليقا على تهديد أردوغان، أشار ضابط الاستخبارات السابق إلى أن الرئيس التركي لا يخدع، وقال: "إن الأتراك ينظرون إلى مواجهة التهديد الكردي بوصفه مصلحة قومية حيوية، ولن تنجح واشنطن في تشتيت انتباههم"، مضيفا إن "الولايات المتحدة ستضطر إلى التراجع لانها لا تملك الموارد أو الإرادة لمواجهة الأتراك".
وقال جيرالدي إن هناك حلا دبلوماسيا للمواجهة الأمريكية التركية حول الأكراد في شمال سوريا، يتمثل في منحهم نوعا من الحكم الذاتي المحدود. وأضاف أن الأتراك سيصرون في حال حدوث مفاوضات مع الأمريكيين على إدانة حزب العمال الكردستاني وأنشطته، ومنحهم الصلاحيات القانونية للتدخل، إن شعروا إن الوضع في خطر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!