محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
ماذا لو قدمت تركيا مساعدات بالأسلحة إلى عصابات تهريب المخدرات المكسيكية المتمركزة على طول الحدود مع الولايات المتحدة؟..
وماذا لو قدمت لرجال العصابات كافة أنواع الدعم، بما فيه إقامة أبراج مراقبة على طول الحدود، لتأمين وصولهم بسلام وهم ينقلون المخدرات إلى الولايات المتحدة؟..
وماذا لو أدلى السفير التركي وهو ينهي مهامه في واشنطن بتصريح للصحافة قال فيه: "لاحظوا أن هناك تناقص في تجارة المخدرات في الأشهر الأخيرة"، وكأنه هو من يتحكم بهذه التجارة؟..
أين تركيا؟
ألن يستغرب أولي الألباب في الولايات المتحدة من هذا الكلام قائلين: "أين تركيا من حدودنا مع المكسيك؟". ثم ألن يبادروا بالتعامل بالمثل في مواجهة هذا التصرف الأرعن من تركيا؟
وأين الولايات المتحدة؟
إذًا ما الفارق بين تقديم الولايات المتحدة السلاح إلى كيان إرهابي لحزب العمال الكردستاني على طول الحدود التركية السورية، وتسليح تركيا عصابات المخدرات المكسيكية؟
عندما غادر السفير الأمريكي أنقرة، ألم يدلِ بتصريح قال فيه: "أليس هناك تناقص في الهجمات الإرهابية في الآونة الأخيرة؟"؟
يحدث هذا مع دولة نحن وإياها عضوان في الحلف نفسه، وعلاوة على ذلك هي شريك استراتيجي لنا..
أليس أحد أسباب عملية عفرين هو الكيان الإرهابي لحزب العمال الكردستاني في المدينة؟
نتيجة دعم الولايات المتحدة للحزب ظن أن بإمكانه تأسيس دولة على حدودنا. الأمر المأساوي هو أن الحزب يعتقد أنه واجهة للواقع الكردي في تركيا. و الأكثر مأساوية هو أن بعض الساسة من أصول كردية في تركيا يرددون مزاعم عن أن عملية عفرين موجهة ضد الأكراد.
جهود عبثية
على سبيل المثال، مساعد رئيس حزب الشعوب الديمقراطي نادر يلدريم دعا جميع فروع الحزب في المحافظات والأقضية للنزول إلى الشارع وتحريض الناس. ومع بدء عملية عفرين نشر أعضاء الحزب تغريدات تحت وسم "لا للحرب"، قالوا فيها إن "الهجوم على عفرين عداء للأكراد".
كما عمل المقربون من حزب الشعوب الديمقراطي ونواب الحزب على إلقاء ظلال الشك على عملية عفرين من خلال إطلاق كذبة حول "مجازر تُرتكب بحق الشعب الكردي" في عفرين.
يمتلك أكراد تركيا مصيرًا مختلفًا عن مصير أكراد الشرق الأوسط، الذين دفعوا ثمنًا باهظًا نتيجة استغلال الدول الغربية لهم على مر التاريخ.
رغم امتلاكم كافة الحقوق السياسية ضمن نظام تعددي، توقفت عملية السلام الداخلية جراء اشتباكات اندلعت نتيجة اعتقاد بعض أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي أن الولايات المتحدة تدعمهم.
باختصار لم يسأموا من أن يكونوا مطية يستغلها الآخرون.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس