نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
أجرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تعديلًا ملفتًا للانتباه في الجزء الخاص بسوريا في قسم "البروفيل القطري" على صفحتها الإلكترونية.
تضع وكالة الاستخبارات المركزية حزب العمال الكردستاني بين التنظيمات الإرهابية في سوريا، وعلى عكس متحدثي الإدارة الأمريكية تعرّف الوكالة حزب الاتحاد الديمقراطي، على النحو التالي:
"يتزعم صالح مسلم حزب الاتحاد الديمقراطي، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا. يتكون معظم المقاتلين من أكراد إيران وتركيا والعراق وسوريا".
هل حزب العمال الكردستاني تنظيم إرهابي أم لا بالنسبة للإدارة الأمريكية، نحتاج لمعرفة رأي رئيسها دونالد ترامب، الذي لا يملك سلطة على وكالة الاستخبارات المركزية ولا البنتاغون ولا الخارجية ولا البيت الأبيض، ولا حتى المكتب الإعلامي فيه.
تدرك تركيا حقيقة أن حزب العمال الكردستاني مع فرعه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيم إرهابي يقتل الجميع بما فيهم المدنيين، دون تمييز بين تركي وكردي.
من المؤكد أن حزب العمال الكردستاني هو في الوقت نفسه مطية تستخدمها الإدارة الأمريكية. لكن توصيف وكالة الاستخبارات المركزية هام لأن الولايات المتحدة خصصت من الميزانية الدفاعية لعام 2018 مساعدات بقيمة 500 مليون دولار لقوات سوريا الديمقراطية، التي تتكون في معظمها من وحدات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي.
رغم أن المساعدات موجهة بالاسم لقوات سوريا الديمقراطية إلا أن من الواضح أنها ستتجه إلى حزب الاتحاد الديمقراطي. لأن الإدارة الأمريكية هي خير من يعلم أن قوات سوريا الديمقراطية كلها تقريبًا مكونة من أعضاء الاتحاد الديمقراطي.
ما هي الأسلحة التي ستمنحها الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية، وبالتالي لحزب العمال الكردستاني، من ميزانيتها، أي من ضرائب الشعب الأمريكي؟
12 ألف بندقية كلاشنيكوف، 6 آلاف رشاش آلي، 3 آلاف و500 رشاش آلي ثقيل، 3 آلاف قاذف آر بي جي، ألف صاروخ مضاد للدبابات (صادر الأمن البعض منها مع عناصر من حزب العمال في تركيا)، مدافع هاون: 80 مدفعًا عيار 60 مم، 80 مدفعًا عيار 82 مم، 75 مدفعًا عيار 120 مم. علاوة على ذخيرة لهذه الأسلحة بقيمة 157.6 مليون دولار.
على الرغم من أن ترامب صرح في وقت سابق أنه لن يمنح أسلحة لحزب الاتحاد الديمقراطي من الآن فصاعدًا، إلا أن المسؤولين الأمريكيين نفوا ذلك، وأرسلوا فورًا شاحنات محملة بالأسلحة والذخائر، فضلًا عن العربات المصفحة.
لكن هناك النص المنشور على الموقع الإلكتروني لوكالة الاستخبارات المركزية. وهي تقول فيه بصراحة إن حزب الاتحاد الديمقراطي هو فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا. بمعنى أن الولايات المتحدة تعترف بأن الأسلحة التي تمنحها إلى حزب الاتحاد الديمقراطي من الآن فصاعدًا تنتقل إلى حزب العمال الكردستاني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس