سربيل تشويكجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
بفضل الحرب السورية، اكتسب حزب العمال الكردستاني وذراعه في سوريا وحدات حماية الشعب، خبرات عسكرية لا تملكها سوى الجيوش النظامية، من قبيل السيطرة على المناطق ومن ثم الدفاع عنها.
وفرت الولايات المتحدة التدريب في هذا الخصوص وقدمت أسلحة ثقيلة لوحدات حماية الشعب، ما غيّر من طبيعة التنظيم.
ولهذا فإن الخبراء العارفين بالمنطقة يؤكدون منذ اليوم الأول لعملية غصن الزيتون أنها أصعب من درع الفرات، وأن الجيش التركي ينفذ عملية تتطلب مهنية كبيرة.
عامل التوقيت
ما أن انطلقت عملية عفرين حتى طالب بعض البلدان، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، بأن تكون مدة العملية محدودة. وردت أنقرة بأن العملية ستسمر بقدر ما يتطلب الأمر.
مصادر عسكرية ودبلوماسية تحدثت معها، أشارت إلى النقاط التالية حول تخطيط أنقرة بشأن توقيت العملية:
1- وضعت أنقرة خطة تستغرق ثلاثة أسابيع من أجل حصار عفرين وإخراج وحدات حماية الشعب من المناطق التي تخضع لها، والسيطرة على هذه المناطق. وبسبب الضباب والأمطار لم تنتهِ المرحلة الأولى من العملية. وضعت أنقرة مسبقًا احتمال التأخير في حسبانها.
2- لاعتقاد وحدات حماية الشعب أن العملية غير قابلة للتنفيذ رفضت اقتراح النظام بتسليمه عفرين. لكن مع وقوعها تحت الحصار تحاول إقامة علاقات مع النظام، الذي ينتظر أن تضعف الوحدات أكثر من أجل المساومة. قد تطلب الوحدات تسليم عفرين للنظام على أن تبقى هي في المدينة، وفي مواجهة هذا الاحتمال لا ترغب أنقرة في دخول النظام عفرين قبل إنهاء العملية. ولهذا فإن الهدف الرئيسي هو إنجاز العملية بأسرع وقت ممكن.
3- أشعلت روسيا الضوء الأخضر أمام استخدام تركيا الأجواء السورية، لكن لم يضع البلدان تقويمًا في هذا الخصوص. يمكن للبلدان في المنطقة تغيير مواقفها باستمرار تبعًا لظروف المرحلة. ولهذا يتوجب إتمام العملية بأقصر مدة ممكنة.
خبرة مئة يوم
بعد إتمام المرحلة الأولى من العملية، يأتي الدور على تطهير عفرين من وحدات حماية الشعب. وفي هذا الخصوص تمتلك قوات الأمن التركية خبرة كبيرة من خلال عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني في المناطق الجنوب شرقية، حيث تم تطهيرها بواسطة عمليات مشتركة بين الشرطة والدرك والجيش.
استمرت العمليات المذكورة قرابة مئة يوم، والخبرة التي اكتسبتها القوات التركية ستنعكس على الساحة في عفرين.
لا تفكر أنقرة بالدفع بالجيش الحر إلى الواجهة في العمليات داخل مدينة عفرين، لأسباب اجتماعية وديموغرافية.
حدد الخبراء العسكريون والأمنيون معاقل وحدات حماية الشعب في عفرين. ويضعون الخطط من أجل اجتثاثها من هذه المناطق.
وتعتبر أنقرة، التي تخطط بعناية لكل مرحلة من العملية، أن المرحلة التالية ستشهد تفرق وفرار العناصر الإرهابية من المناطق المختلفة في عفرين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس