كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
الجنرال جوزف فوتيل، قائد القوا ت المركزية الأمريكية، شخصية تضطلع بمهام كبيرة في سوريا والعراق. تذكرونه من خلال وصفه أتباع تنظيم غولن، الموقوفين بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، بأنهم "حلفاؤنا الميدانيون".
الجنرال فوتيل هذا عاد إلى الواجهة في الآونة الأخيرة بتصريح جديد، قال فيه إن بلاده لن تنسحب من منبج، وأضاف موجهًا رسالة إلى أنقرة: "نشكر حزب الاتحاد الديمقراطي، وسنواصل دعمنا له".
يعتقد فوتيل أنه سيزعج تركيا، أو سيثير غضبها بتصريحاته هذه، مع أن تصرفه هذا يشير إلى أن القائد الأمريكي فقد صوابه. فلا تكترثوا لتهديداته الظاهرة والمبطنة، لأن عملية غصن الزيتون أنزلت ضربة كبيرة بمخططات الولايات المتحدة.
كل ما بناه الجنرال فوتيل في منطقة عفرين ذهب أدراج الرياح مع عملية غصن الزيتون، وهذا ما أفسد مزاجه. غير أن تصريحاته الغاضبة لا معنى لها بالنسبة لأنقرة، التي أحبطت مساعي الولايات المتحدة في إضفاء شرعية على حزب الاتحاد الديمقراطي وإقامة دولة له.
عمليتا درع الفرات وغصن الزيتون أطاحتا بمشروع أمريكي امتد على مدى نصف قرن. يدرك فوتيل هذه الحقيقة، ويعتقد أنه بطريقة ما يمكنه إيقاف تركيا.
من الطبيعي أن يفكر كذلك، لأنه يرى أن مشروع الولايات المتحدة/ الناتو (حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي) ينهار على مرأى الجميع، وهذا ما لا يمكن قبوله بالنسبة لهم.
تمكنت تركيا من إحباط مشروعين أمريكيين كبيرين يستهدفانها، عبر حملات عسكرية وسياسية ودبلوماسية أقدمت عليها أنقرة. فبعد مشروع تنظيم غولن، باء مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي أيضًا بالفشل. كل الاستثمارات والدعم بخمسة آلاف شاحنة من السلاح والذخيرة، فضلًا عن المكائد والدسائس، كلها ذهبت أدراج الرياح.
ستضطر واشنطن لتأجيل مشروعها خمسين عامًا أخرى، دعكم من بناء دولة لحزب الاتحاد الديمقراطي، هي لم تستطع حتى أن تضفي المشروعية عليه، وأن تدعوه إلى جنيف أو سوتشي.
هذه الحقائق هي ما تفسد مزاج القائد الأمريكي، الذي هاجمت بلاده تركيا من الداخل والخارج، وحرّكت جميع التنظيمات الإرهابية، ودعمت المحاولة الانقلابية، وحولت أردوغان إلى هدف للعالم بأسره، لكنها لم تنل ما ترنو إليه.
لن تقف أنقرة عند عفرين، وستدخل في الأيام القادمة إلى منبج، فإما أن تخرج الولايات المتحدة منها، أو ألا تعيق تحركات تركيا. وسيرى الجنرال فوتيل بنفسه عزم أنقرة.
يعتقد المجتمع الدولي أن تركيا تستخدم حقها في الدفاع عن النفس من خلال عملية غصن الزيتون، ويدعم أنقرة. وبدأ العالم يتحدث بصوت عالٍ عن إقامة الولايات المتحدة شراكة مع التنظيمات الإرهابية وتعاملها معها.
كما أن هناك اعتراضات جدية تتصاعد من داخل الولايات المتحدة على هذه الشراكة مع التنظيمات الإرهابية. وذريعة "مكافحة داعش" لم تعد مقنعة.
سقط قناع الولايات المتحدة ولم تعد قادرة على خداع العالم، وعلى الأخص تركيا!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس