ترك برس
بلغاريا هي إحدى دول البلقان التي خضعت لحكم الدولة العثمانية قرابة خمس قرون من 1394 إلى 1878، ثم أنشئت إمارة بلغاريا عقب اتفاقية برلين في عام 1878.
كان الأتراك يشكّلون ثلث سكانها، إلى جانب البلغار، ثم توسّعت على حساب الدولة العثمانية عند ضعفها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتكوّنت فيها مملكة في عام 1908.
قانون تسجيل السكّان
دخلت بلغاريا الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا، فهُزِمَت وتقلّصت مساحتها. وفي الحرب العالمية الثانية انضمت إلى ألمانيا مرة أخرى فهُزِمَت للمرة الثانية، وغزاها الروس ثمّ سيطر عليها الشيوعيون.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي سنة 1960، صدر قانون تسجيل السكّان في بلغاريا، الذي حتّم على المسلمين أن يتّخذوا أسماء بلغارية، واستخدمت السلطات البلغارية القوة في تنفيذ هذا القانون عام 1982.
احتجّت تركيا على إجراء الحكومة البلغارية، وارتبط ذلك بكون معظم المسلمين البلغار من أصول تركية، ثم تغير الوضع بعد سقوط النظام الشيوعي في شرقي أوروبا والاتحاد السوفييتي.
وطوال فترة الحكم العثماني على مدى خمس قرون، تألّقت بلغاريا بين دول البلقان بمئات المساجد، ولكن بعد سقوط الحكم العثماني وحصولها على استقلالها عادت إلى الكتلة المسيحية الأوروبية.
أهم المساجد العثمانية في بلغاريا
مسجد السلطان محمد الفاتح في مدينة كوستنديل جنوب غرب بلغاريا، بُني في عام 1531
مسجد كاراجا باشا في مدينة غوترة ديلجيف
مسجد بارغالي إبراهيم باشا، بُني في عام 1616 في مدينة رازغارد
مسجد بنيا باشي في العاصمة صوفيا، بُني في عام 1576 وأشرف على بنائه المعماري العثماني سنان
ومسجد المقتول في رازغارد، ومسجد عثمان، ومسجد سيليستيا، ومسجد كيرجيا علي، وغيره من المساجد الموزعة في كافة مناطق بلغاريا.
مسجد بويوك العثماني
بدأ بناء مسجد بويوك العثماني في عهد السلطان محمد الثاني الفاتح، وتم الانتهاء منه في عام 1474، وتميّز بفخامته وضخامته، وتم تحويله إلى مستشفى لعلاج جرحى الحرب في عام 1879 إبان الحرب الروسية التركية.
تحول المسجد لاحقًا إلى مكتبة وطنية مع تأسيس الدولة البلغارية، وبعد عام 1890 حوّله العالم التشيكي كونستانتين إلى متحف، ثم أصبح متحفًا وطنيًا ومعهدًا للآثار في عام 1921، حيث وضعت فيه جميع المكتشفات الأثرية من الأراضي البلغارية، ومنها ما يعود إلى العصور البرونزية.
ويُعد من أهم المتاحف البلغارية، وأكبر متحف للآثار في بلغاريا وأوروبا، وما زال شامخًا حتى يومنا هذا.
عراقيل حكومية تمنع ترميم المساجد العثمانية
ترفض السلطات منح التصاريح اللازمة لترميم عشرات المساجد العثمانية التي تعاني من تهدم بعض أقسامها، بذرائع متعددة وأبرزها عدم احتواء بعضها على مآذن، أو وجودها في مناطق أثرية.
وحسب تقرير لوكالة الأناضول، يبلغ عدد المساجد التي تحتاج إلى ترميم على وجه السرعة 27 مسجدًا، فضلًا عن عدد من الحمامات والآثار التاريخية الأخرى.
وتخوض دائرة الإفتاء في بلغاريا صراعًا قانونيًا مع السلطات الحكومية منذ سنوات طويلة بهدف ترميم الكثير من أماكن العبادة.
ومن أهم المساجد التي تنتظر الترميم السريع:
مسجد الفاتح
يعاني المسجد من تسرب مياه الأمطار إلى داخله بسبب اهتراء أخشاب مئذنته، وتفكيك معادن قبّته وبيعها لتجّار الخرداوات، وبيع سجاده الثمين.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قال مفتي العاصمة صوفيا مصطفى إزبيشتالي: "إن العقبات البيروقراطية التي تضعها السلطات الحكومية تجعل من العناية بالمساجد أمرًا صعبًا للغاية."
وشدد إزبيشتالي على أن بلدية كوستنديل تبذل قصارى جهدها لإزالة آثار المسلمين من المدينة، فقد كان فيها 11 مسجدًا عثمانيًا وتناقص عددها اليوم إلى مسجدين، ثم أغلقت أبواب المسجدين بوجه المصلين، وتنتظر سقوط مئذنته، لتعده متحف فإن كان هناك مئذنة فهو مسجد.
مسجد كاراجا باشا
تعرّض لهجمات من قبل جماعات يمينية متطرفة تدعى نيفراكوب،قامت بوضع صليب على مئذنة المسجد، ورسم صلبان مطلية على جدران المسجد، كما دعت الجماعات إلى إغلاق جميع المساجد في بلغاريا.
مسجد بارغالي إبراهيم باشا
أعرب إزبيشتالي عن أمله بتفهم المسؤولين في بلده لضرورة ترميم المساجد باعتبارها إرثا تاريخيا مشتركا، ودعاهم للاقتداء بالمسؤولين اﻷتراك، من حيث الاهتمام الذي توليه ﻷماكن العبادة.
وقد أظهر الرئيس أردوغان اهتماما كبيرا حيال حماية أماكن العبادة، بغض النظر عن انتمائها الديني.
وأردف قائلًا: "إن ترميم كنيسة سفتي ستيفان في إسطنبول يعتبر مثالا مهما، وبعد سبع سنوات من أعمال الترميم، شارك الرئيس أردوغان ورئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف
يوم 7 كانون الثاني/ يناير الماضي في حفل إعادة افتتاح هذه الكنيسة اﻷرثوذكسية التي بنتها الجالية البلغارية في القرن التاسع عشر.
وأضاف: "إن لم يقدّم أردوغان الدعم فلا أحد غيره سيقدمه، وكما أوفى أردوغان بوعده بشأن ترميم الكنيسة نرجو من رئيس وزرائنا أن يقدم الدعم لترميم المساجد، فهي جزء من إرثنا التاريخي المشترك، وتقع مسؤولية حمايتها على عاتقنا جميعا."
وشدد على أن الكثير من اﻵثار العثمانية في مدن عديدة مثل كارلوف، وسموليان، ودونبيتزا تواجه العوائق الحكومية نفسها.
وأوضح أن مدينة رازغرد تضم مسجدا واحدا فقط بينما يوجد فيها آلاف المسلمين، وفي غوتزة القريبة من الحدود اليونانية مسجدا واحدا بسعة مئة مُصَلٍّ لنحو أربعة آلاف مسلم وهو "كاراجا باشا."
محمد آيدن مفتي منطقة بلاغوف غراد شدد على ضرورة حماية وترميم كافة أماكن العبادة بغض النظر عن الدين الذي تنتمي إليه، وأعرب عن استعداد المسلمين في المدينة لترميم المسجد بإمكانياتهم الشخصية.
ودعا السلطات والسياسيين إلى إزالة العقبات البيروقراطية في هذا الشأن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!