
حسناء جوخدار - ترك برس
لعبت تركيا دورًا محوريًا في التوسط لتحقيق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، خاصة في محافظة السويداء، حيث نجحت من خلال جهود دبلوماسية مكثفة في تهدئة الاشتباكات بين الأطراف المتحاربة، بما في ذلك الدروز وقوات الحكومة السورية.
وأكدت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعم أنقرة لوحدة سوريا واستقرارها، مع تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة والأردن، مما عزز موقعها كوسيط إقليمي فعال في منع تصعيد الصراع، خاصة بعد التحولات السياسية الأخيرة في سوريا.
تعكس مساهمة تركيا في هذا الاتفاق طموحها لتعزيز نفوذها الإقليمي في سوريا، مستفيدة من انسحاب جزئي لإيران وروسيا من المشهد السوري. ومع ذلك، تواجه تركيا تحديات في موازنة مصالحها مع أطراف مثل إسرائيل، التي تسعى لتأمين مصالحها في الجنوب السوري.
يبرز هذا الدور الاستراتيجي قدرة تركيا على التأثير في ديناميكيات الملف السوري، مع الحفاظ على تنسيق دولي لدعم استقرار المنطقة، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في إعادة تشكيل المشهد السياسي والأمني في سوريا.
دور دبلوماسي وأمني محوري
لعبت تركيا دورًا رئيسيًا في التوسط لتحقيق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء بين الأطراف المتحاربة، بما في ذلك الدروز وقوات الحكومة السورية، بعد تصاعد الاشتباكات بين العرب البدو والدروز.
أجرت تركيا، من خلال وزير خارجيتها هاكان فيدان ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن، اتصالات مكثفة مع نظرائهم في الولايات المتحدة، سوريا، وإسرائيل، مما ساهم في تهدئة الوضع الميداني.
وأكدت تقارير تركية أن أنقرة اتخذت موقفًا حازمًا في دعم حكومة دمشق لضمان استقرار سوريا وسلامة أراضيها، مما عزز دورها كوسيط فعال.
دعم تركيا لوحدة سوريا
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال مع الرئيس السوري أحمد الشرع دعم تركيا لوحدة سوريا واستقرارها، مع إدانة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية سورية.
أشارت تصريحات الشرع إلى أن الوساطة التركية، إلى جانب الجهود الأمريكية والعربية، كانت حاسمة في منع تصعيد خطير في المنطقة.
التأثير الإقليمي الاستراتيجي
تعكس مساهمة تركيا في وقف إطلاق النار في السويداء طموحها لتعزيز نفوذها الإقليمي في سوريا، خاصة بعد انسحاب إيران وروسيا جزئيًا من المشهد السوري.
ترى تركيا سوريا كجزء من نطاق نفوذها الاستراتيجي، حيث تسعى لدعم إنشاء دولة سورية موحدة بجيش وطني يحل محل المليشيات المختلفة، بما في ذلك القوات الدرزية في الجنوب.
التنسيق مع الأطراف الدولية
أشارت تقارير إلى أن الاتفاق على وقف إطلاق النار الأخير بين سوريا وإسرائيل، بدعم من تركيا والأردن، حظي بقبول دولي، مما يبرز دور تركيا كلاعب إقليمي رئيسي في التفاوض على حلول دبلوماسية.
تواصل إبراهيم قالن مع المبعوث الأمريكي توم باراك عزز من قدرة تركيا على التأثير في الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل وسوريا.
ويرى مراقبون أن تركيا استفادت من موقعها الجيوسياسي وعلاقاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية للعب دور حاسم في وقف إطلاق النار. وهذا الدور يعكس استراتيجيتها لتعزيز نفوذها في سوريا، خاصة في ظل التحولات السياسية الأخيرة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن بعض المصادر تشير إلى أن تركيا تواجه تحديات في موازنة مصالحها مع الأطراف الأخرى، مثل إسرائيل، التي تسعى أيضًا لتأمين مصالحها في جنوب سوريا، مما قد يؤدي إلى توترات مستقبلية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس