تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
قاعدة إنجيرليك الجوية واحدة من أهم الأوراق بيد تركيا في مواجهة الولايات المتحدة، بعد وصول العلاقات بين الطرفين إلى عتبة الاتهيار بسبب الدعم الأمريكي لتنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي.
ولهذا يثور الجدل حول إغلاق القاعدة أو لماذا لا يتم إغلاقها، كما يحدث عند كل توتر مع الولايات المتحدة. بل إن هناك انتقادات لعدم إغلاقها حتى الآن.
ولهذا من المفيد معرفة أهمية قاعدة إنجيرليك وما تعنيه بالنسبة للولايات المتحدة، وكذلك معرفة السبب في عدم إغلاق تركيا القاعدة في وجه واشنطن حتى اليوم، رغم أنها استخدمت هذه الورقة في سبعينات القرن الماضي.
تحدثت مع الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بيكين، رئيس دائرة الاستخبارات الأسبق في الأركان التركية، حول الموضوع، فقال:
"إنجيرليك قاعدة شديدة الأهمية لقربها من الشرق الأوسط والقوقاز، أي روسيا. وتحتفظ الولايات المتحدة فيها بقنابل نووية. لذلك بأهمية كبرى بالنسبة لواشنطن. وعلى تركيا أن تكون في غاية الحذر عند إغلاقها لأن ذلك سيؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة".
ويضيف بيكين: "هل يمكن للحكومة الآن الوقوف في مواجهة الولايات المتحدة؟ نعم. وإذا أصرت الأخيرة على دعم وحدات حماية الشعب عندها تغلق تركيا قاعدة إنجيرليك. وبرأيي سيكون هذا هو الحل الأخير".
وهل ستتضرر واشنطن كثيرًا من إغلاق القاعدة؟
يجيب بيكين: "نعم، ستتضرر خططها ضد إيران، وكذلك خطواتها في العراق وسوريا. هذا ما تريده روسيا. كما أن الشقاق داخل الناتو سيتزايد. فتركيا تمتلك ورقة إنجيرليك، وهي تلعب بها بشكل جيد".
ماذا يمكن أن تفعل واشنطن في حال إغلاق القاعدة؟
يرد بيكين: "لا يمكنها الاعتداء على تركيا، لكن باستطاعتها فرض مقاطعة عليها. فتركيا بحاجة للولايات المتحدة على صعيد القوات الجوية. هناك مشروع مشترك لمقاتلات إف-35. كما أن محركات مروحيات "أتاك" التركية تُصنع بتراخيص أمريكية، فيمكنها فرض مقاطعة عليها. ويمكنها دعم وحدات حماية الشعب بشكل أكبر".
ويشير بيكين إلى اعتقاده أن الولايات المتحدة ستتراجع عن مواقفها رغم كل السلبيات الحالية في العلاقات مع تركيا. ويستطرد قائلًا:
"الولايات المتحدة بحاجة للناتو، وأكبر قوة في الحلف هي تركيا. فإذا خسرت واشنطن تركيا لن تستفيد من الحلف، ولهذا هي مضطرة لمداراة أنقرة، وتحقيق مطالبها، كالتراجع عن دعم وحدات حماية الشعب، أو إخلاء منبج من عناصرها".
ويضيف: "إغلاق إنجيرليك الآن قد يضع تركيا في موقف بغاية الحرج. لكن بطبيعة الحال إذا بلغ السيل الزبى فإن تركيا قد تغلق القاعدة. وأرى أن أنقرة تتعامل مع الموضوع وكأنها تلعب شطرنج؛ تقدم على حملة وتدرس حملات واشنطن، التي يتوجب عليها أيضًا مراقبة حملاتنا. وإلا فإنها ستدفع تركيا نحو روسيا بشكل أكبر، وهذا ما لا تريده أمريكا ولا أوروبا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس