ترك برس
أشار تقدير موقف نشره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إلى أن الخلاف الأميركي - التركي لا يقتصر على السياق السوري، وأنه ثمة عوامل أخرى تسهم في توتير العلاقة بين الطرفين وانعدام الثقة بينهما.
ومثَّل تكثيف وتيرة الاتصالات الأميركية - التركية، على المستويات الدبلوماسية والعسكرية خلال الأسابيع القليلة الماضية، مؤشرًا على حجم التحديات التي تواجهها العلاقات بين الحليفين في منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وإدراك الطرفين ضرورة وقف تدهورها.
ومثّلت زيارة وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، العاصمة التركية أنقرة، منتصف شباط/ فبراير 2018، ذروة هذه الاتصالات.
ووفقًا لتقدير الموقف الذي حمل عنوان "تدهور العلاقات الأميركية - التركية وتضارب المصالح في سورية"، فإن أهم تلك العوامل:
1- الانفتاح التركي على روسيا والتنسيق المشترك معها في سورية بعيدًا عن الولايات المتحدة، خصوصًا في مسار مفاوضات أستانة.
2- نية تركيا شراء نظام الدفاع الصاروخي الجوي الروسي أس – 400. فمن ناحية، ترى الولايات المتحدة وحلف الناتو أن هذا النظام لا يتوافق مع أنظمة الحلف. ومن ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة تقول إنّ مضيّ تركيا في الصفقة مع روسيا قد يجعلها عرضةً لعقوبات أميركية بموجب القانون الأميركي الذي أقرّه الكونغرس عام 2017 لمعاقبة روسيا بذريعة تدخّلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.
وينص القانون على معاقبة الشركات والدول التي تتعامل مع بعض الصناعات العسكرية الروسية. أما تركيا فتقول تتفهم القوانين الأميركية، لكن الدفاع الجوي يمثل مصدر قلق لها، وهي لم تتمكن من الحصول على بدائل أخرى من العرض الروسي.
3- استمرار تركيا في احتجاز بعض الموظفين الأتراك العاملين في القنصلية الأميركية في إسطنبول، إضافةً إلى مواطنَيْن أميركيين، تتهمهم السلطات التركية بالتجسس والتورط في دعم المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا صيف عام 2016. وقد أدت هذه الاعتقالات إلى تعليق خدمات التأشيرة بين البلدين في تشرين الأول/ أكتوبر 2017. وقد طالب تيلرسون بالإفراج عنهم جميعًا.
4- استمرار الولايات المتحدة في إيواء فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية عام 2016. وما زالت الولايات المتحدة تماطل في فتح ملف غولن، إذ قال تيلرسون إن الولايات المتحدة ستواصل فحص الأدلة التي قدّمتها تركيا ضده
5- الغضب التركي من الموقف الأميركي الغامض من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا صيف عام 2016. وقد حاول تيلرسون التخفيف من حدة الغضب التركي في هذا الصدد، وذلك عبر إشارة البيان المشترك بين البلدين إلى إدانة الولايات المتحدة "محاولة الانقلاب الشنيعة"، وإعرابها عن تضامنها مع الحكومة التركية.
6- استياء واشنطن من تراجع منسوب الديمقراطية في تركيا وما تسميه النزعة السلطوية لدى الرئيس أردوغان. وقد لمّح تيلرسون إلى ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع تشاويش أوغلو، بقوله: "نحن ندعم، وسوف نواصل دعم الديمقراطية التركية".
وأضاف تيلرسون: "احترام سيادة القانون واستقلال القضاء والصحافة الحرة هي مصادر قوة واستقرار، وعندما تحافظ تركيا على التزامها بهذه المبادئ فإنها توسع شراكتنا المحتملة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!