ترك برس
نجحت زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الأسبوع الماضي في مواجهة أخطر أزمة تلوح في الأفق في العلاقات الأمريكية التركية، وتجنبت خطر دخول البلدين في صراع عسكري في شمال سوريا، حيث أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو التوصّل إلى آلية لإعادة تطبيع العلاقات مع واشنطن، بانتظار خطوات ملموسة في مدينة منبج شمالي سورية، بينما أعربت واشنطن عن رغبتها العمل سوياً مع أنقرة.
ويشير المحرر نيكولاس دانفورس المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إلى أن هناك سؤالا يحيط بهذا التطور الإيجابي، هو ما الذي دفع تحديدا إلى تبني لهجة جديدة، حيث إن المقترحات الخاصة بالدوريات العسكرية الأمريكية والتركية المشتركة في منطقة منبج المتنازع عليها لا ترقى إلى المطالب التركية السابقة، في حين تبدو إمكانية تشكيل قيادة كردية للمنطقة أمرا غير مقبول لتركيا تمامًا.
ويضيف دانفورس في مقال نشره مركز "بيبارتيسان بولسي" البحثي في واشنطن، أن هذا يطرح عدة احتمالات متداخلة: الأول أن تيلرسون قدم تنازلات ملموسة خاصة لتركيا لم يتم الإعلان عنها، والثاني أن أنقرة التي تواجه ضغوطا متزايدة في سوريا من روسيا وإيران ونظام الأسد قررت أن الوقت ليس مناسبا للدخول في خطر أزمة مع الولايات المتحدة، أما الاحتمال الثالث فهو أنه ما تزال هناك خلافات ثنائية، ولكن بعض التفاؤل مكن الجانبين من التغاضي عنها.
وأوضح المحلل الأمريكي إن أيا من هذه الاحتمالات سوف يمهد الطريق لمزيد من المتاعب في المستقبل. وإذا خلصت أنقرة إلى أن خطابها الحاد على مدى الأسابيع الأخيرة قد مكنها من الحصول على تنازلات أمريكية، فسيغريها ذلك باعتماد نفس النهج فيما بعد.
أما إذا تراجعت أنقرة بسبب التوترات المستمرة مع إيران وروسيا، فهذا يعني أنها سوف تميل إلى محاولة استيعابهما، تحسبا لأزمات قد تقع في المستقبل مع واشنطن.
ولفت دانفورس إلى أن صمت واشنطن عن تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تحدث فيه عن توجيه صفعة عثمانية للولايات المتحدة، يعكس وعيا عمليا في كل من واشنطن وأنقرة بضرورة الحفاظ على علاقة وظيفية، مما يزيد من احتمال حل الأزمات في المستقبل أيضا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!