ترك برس
طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حلف شمال الأطلسي الناتو بدعمه في عملية غصن الزيتون العسكرية، التي تشنها بلاده لطرد تنظيم "ي ب ك" من منطقة عفرين السورية. وانتقد أردوغان موقف الناتو، متهما إياه بازدواجية المعايير، خاصة في ظل أن بلاده لم تتوانَ عن إرسال جنود إلى مناطق الصراع عندما يطلب منها ذلك، لكنها لم تتلق في المقابل أي دعم.
وتعليقا على تصريح أردوغان قال كاتب يوسف أوغلو، المحلل السياسي التركي، إن مطالبة الرئيس التركي بتدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في سوريا، تأتي في إطار الرد على الادعاءات الغربية.
وتابع يوسف أوغلو، في حديث لراديو "سبوتنيك": "إن دعوة أردوغان للناتو، للرد على الادعاءات الهادفة للنيل من تركيا، من خلال تصويرها على أنها دولة احتلال، تعتدي على أراضي دولة مجاورة، منذ بدء عملية غصن الزيتون".
وأردف قائلًا: "تركيا تعادي كل الجماعات التى تحمل السلاح، وليس بالضرورة أن تكون كردية، ويجب على الاتحاد الأوروبي أن يعادي أي مجموعات تهدد دول الناتو، وفقا لميثاق التأسيس".
وأوضح أن "دعوة أردوغان لتذكير الناتو بأنه مقصر في واجباته، بينما تركيا قادرة على محاربة الإرهاب دون أى دعم خارجي، فالجيش التركي هو الثاني في حلف الناتو من حيث القوة".
واستبعد المحلل التركي استجابة حلف "لناتو لدعوة الرئيس التركي، خاصة أن فرنسا وألمانيا يسمحان بالدعم اللوجيستي لهذه المجموعات الإرهابية"، معتبرا أن التحالف الدولي في سوريا يعاني من ازدواجية في المعايير تؤيد أن هذه القوى غير جادة في محاربة الإرهاب.
من جانبه، قال رامي الخليفة العلي، الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس، إن دعوة أردوغان، تأتى لمقاومة الضغوط التي تواجهها تركيا من دول حلف "الناتو" لإيقاف العملية العسكرية "غصن الزيتون" في عفرين؛ "نظرا لأن وجود كيان كردي شمال سوريا يؤثر على الأمن القومي التركي."
واعتبر أن دعوة أردوغان تأتي ضمن المنافسة السياسية مع الغرب أكثر من كونها قناعة تركيا بتدخل حلف "الناتو" عسكريا، مضيفا: "هناك إدراك من قبل الجانبين الروسي والإيراني بأن فجوة الخلاف بين تركيا وكل من الغرب والولايات المتحدة، خاصة في إطار التعامل مع ملف الأكراد، فضلا عن معرفة تركيا بأنها في حاجة للتواجد بجانب روسيا نظرا لاحتياجها لغطاء سياسي.
وقال العلي إن "تركيا غيرت مسار تحالفاتها الاستراتيجية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يونيو/ حزيران 2016 واتجهت أكثر إلى روسيا وإيران".
وتوقع أن تتسع فجوة الخلاف بين تركيا والغرب خلال الفترة القادمة، فضلا عن أن تركيا ستبقى جزءا من رؤية الحل الروسية في سوريا على وجه التحديد، مما يدفع لإبقاء العلاقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!