ترك برس
"غوكهان كونا" و"جانر أكين" شابان تركيان لم تحُل إصابتهما بمتلازمة داون دون تحقيق حلمهما بالوصول إلى العالمية في رياضة السباحة.
أكين: امنحونا الفرصة لنذهب حتى إلى المريخ
تحدى أكين (35 عامًا) مرضه وحقق نجاحات لافتة، ويهدف لعبور بحر المانش سباحة، وهو عضو في المنتخب الوطني التركي للسباحة.
تمكن أكين من اجتياز مضيق البسفور كاملا سباحة، ليسجل بذلك إنجازا غير مسبوق على صعيد السباحين المصابين بهذا المرض، موضحا أنه يمارس الرياضة منذ 30 عاما، وأنها تمنحه الثقة بالنفس.
ونصح أكين كافة اﻷطفال المصابين بمتلازمة داون بالتوجه للرياضة قائلا: "امنحونا الفرصة لنذهب حتى إلى المريخ"، مضيفا أن أهدافه في السباحة لا نهاية لها، إذ يهدف حاليا لعبور بحر المانش الذي يفصل بين بريطانيا وفرنسا.
من جهته أكد عثمان أكدمير، مدرب أكين منذ 16 عاما، على أهمية دور اﻷسرة في دفع أبنائهم المصابين بمتلازمة داون، إلى الانخراط في الحياة الاجتماعية وتنمية مواهبهم.
وأضاف أكديمير: "نلاحظ تغيرات هامة خاصة لدى اﻷطفال الذين يمارسون رياضات ضمن فريق"، مشيرا إلى أن النجاحات وحصد الميداليات تساعد الأطفال المصابين بمتلازمة داون على بناء الثقة بالنفس، والاندماج في الحياة الاجتماعية.
كونا: صعدت إلى منصات التتويج برأس مرفوع، وساهمت في رفع العلم التركي
تغلب السباح الوطني غوكهان كونا (28 عامًا) على خوفه من المياه الذي استمر منذ صغره بتشجيع ومساعدة من والده، وأتقن السباحة وأصبح بطلا على مستوى القارة اﻷوروبية والعالم،
بدأ كونا بممارسة السباحة منذ كان في التاسعة من عمره. وقال في حديث لوكالة الأناضول: "أتدرب في العاصمة أنقرة بمعدل 4 مرات اسبوعيا، ووصلت إلى مستواي الحالي بفضل جهود مدربي".
وأضاف كونا: "جربت رياضة كرة السلة ثم كرة الطائرة قبل أن أتعرف على السباحة، وقررت الاستمرار فيها رغم أنني كنت أخاف من المياه، اخترتها ﻷنها تشعرني بالحرية".
وأردف قائلا: "نتيجة تدريبي المنتظم، أحرزت المركز الثاني في أوروبا، والمركز الثالث على مستوى العالم"، وأضاف: "صعدت إلى منصات التتويج برأس مرفوع، وساهمت في رفع العلم التركي، وشعرت بأن شعب بلادي كله يساندني، وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان".
وقال كونا إنه يقرأ كتابا في كل شهر، ويفضل الكتب التاريخية، وقد قرأ عن تاريخ العالم وسير اﻷنبياء، والتاريخ العثماني.
والده جودت كونا، أكد "أن رعايته الخاصة لابنه منذ صغره ساهمت في تعلق الابن بالحياة"، وأضاف: "مررنا بمرحلة صعبة وشاقة سابقا، لكنني اﻵن أسعد أب على وجه اﻷرض، لأن غوكهان الذي قالوا عنه لدى ولادته لن يعيش طويلا، مَثّل تركيا في بطولة أوروبا على أكمل وجه".
وجّه جودت كونا ابنه للسباحة عندما كان طفلا، وعرّفه على الرياضه ليطور نفسه. وألّف كتابًا عن غوكهان بعنوان "إيجابية الحياة" تناول فيه جوانب من حياته اليومية، وكيف صعد إلى منصات التتويج في صفوف المنتخب الوطني.
أشار جودت إلى أن الكتاب ليس للبيع، وإنما ألفه ليوزعه بإمكاناته الشخصية ليصبح مثالا للأطفال والعائلات اﻷخرى.
وقال إنه تلقى ردودا إيجابية بخصوص الكتاب، حيث وردته اتصالات من عائلات من بعض الولايات التركية، يسألونه خلالها حول كيفية نجاحه في تربية ابنه بهذه الطريقة، و يطلبون منه المساعدة بخصوص أبنائهم المصابين بنفس المرض.
عثمان زيرمان مدرب كونا أشاد بقدراته واصفا إياه بالرياضي الخاص. وقال: "إنه ملتزم للغاية وناجح وحماسي جدا، ويستمع إلى التعليقات بدقة، كما يشارك في التدريبات بانتظام، ولا يشعره بالغضب أبدا بل بالراحة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!