ترك برس
كشف تقرير تركي عن إشراف التنظيمات اليسارية شمالي سوريا، على تدريب عناصرها ضمن ما يُسمى بـ"الحركة الثورية المتحدة للشعوب" (HBDH)، وهي على اتصال مع أحزاب سياسية ذات طابع قانوني في تركيا.
التقرير الذي أعدّته وكالة أنباء الأناضول، أكّد أن المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) في الشمال السوري، تحوّلت إلى مرتعٍ للإرهابيين الأجانب وتكتلاتهم غير القانونية التابعة لأحزاب يسارية مختلفة.
ويقول التقرير، نقلًا عن مصادر أمنية، إن "الحركة المتحدة الثورية للشعوب"، تأسست على يد تنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، وباتت تضم تحت سقفها تنظيمات يسارية غير قانونية.
وسلّم النظام السوري مناطق واسعة شمالي البلاد إلى "PYD - PKK" المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أعلن تلك المناطق "كانتونات" له.
وعقب الإعلان عن تلك الكانتونات المزعومة، عقدت التنظيمات اليسارية التي تقوم بأعمال إرهابية في تركيا، عدّة اجتماعات في معسكرات "PKK" الموجودة بمنطقة "قنديل" شمالي العراق، لبحث سبل التعاون.
وعلى خلفية اللقاءات المتكررة، انعقد اجتماع في 12 مارس/ آذار من عام 2016 بإشراف "دوران كالكان"، وهو أحد قياديي "PKK"تم خلاله الإعلان عن تأسيس "الحركة المتحدة الثورية للشعوب".
وتضم هذه الحركة كلا من "الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني" (MLKP)، و"الحزب الشيوعي التركي / المؤتمر الماركسي-اللينيني" (TKP/ML)، و"وحدات الدعاية المسلحة الماركسية اللنينية" (MLSPB)، و"الحزب الشيوعي الماوي" (MKP).
كما تضم كلا من "حزب العمل الشيوعي التركي/ اللينيني" (TKEP/L)، و"الرابطة الشيوعية الثورية التركية" (TİKB)، و"المقر الثوري" (DK)، واتحاد "DKB".
شهدت الحركة انشقاقات على خلفية تحالف "PYD - PKK" مع الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من المناطق السورية.
وأعلن تنظيم (TKP/ML) الإرهابي، انشقاقه عن الحركة في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2016، بدعوى أنه لا يتوافق مع المفاهيم والأيديولوجية الماركسية اللينينية الماوية للثورة.
توجد في تركيا أذرع مسلّحة تابعة لـ(TKP/ML)، و(MKP)، و(MLKP)، فضلًا عن تكتلات قانونية وغير قانونية تابعة للتنظيمات الأخرى الموجودة ضمن "الحركة المتحدة الثورية للشعوب"، وهي تمارس بشكل عام أنشطة ترويج وتجنيد وعمليات لتأمين الأموال.
وعمد "PKK" إلى استخدام التنظيمات اليسارية الإرهابية في إطار خطته لتوسيع نطاق السيطرة على مناطق واسعة من الشمال السوري بالتزامن مع اندلاع شرارة الأزمة السورية.
تواصل التنظيمات اليسارية الإرهابية عملياتها في سوريا باسم "قوات الحرية المتحدة" التي تأسست عام 2014، و"كتيبة الحرية الأممية" التي تأسست عام 2015 وتضم إرهابيين أجانب من دول مختلفة.
احتياجات هذه التنظيمات الإرهابية، تُغطّى من قبل "PYD - PKK" في المناطق الشمالية من سوريا، والتي تُحولت إلى معسكرات لتدريب المسلحين وزيادة قدراتهم على القتال.
وتتواجد التنظيمات المذكورة أيضًا ضمن ما يُسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تأسست برعاية المسؤولين الأمريكيين للتستر على إرهاب "PKK".
شهدت المناطق الشمالية في سوريا تأسيس العديد من المعسكرات الإرهابية على خلفية سيطرة "PYD - PKK" على منطقة "منبج" ومحافظة "الرقة" بدعم أمريكي، فضلًا عن إنشاء "قيادات مشتركة" في بعض النقاط.
وتُعد "رأي العين" و"عين العرب" و"القامشلي" القريبة من الحدود التركية، من أكثر المناطق التي تضم المعسكرات الإرهابية للتنظيمات اليسارية.
"كتيبة الشهيد سيركان" (MLKP, DK, MLSPB) في منطقتي رأس العين والقامشلي.
"مقر يشار بولوت" (TKEP/L)، في منطقة رأس العين.
"كتيبة عزيز غولر" و"كتيبة ماهر أرباتشاي" (قوات الحرية المتحدة/ DK) في منطقة رأس العين.
"قوات حرية المرأة" و"الكتيبة النسائية" (قوات الحرية المتحدة) في منطقة رأس العين.
"كتيبة تدريب MLSPB" في منطقة رأس العين.
وإلى جانب هذه القواعد، تنتشر التنظيمات اليسارية المسلحة في "منبج" و"عين العرب" و"القامشلي"، وكانت ناشطة في عفرين قبل تحريرها من قبل القوات التركية والجيش السوري الحر ضمن عملية "غصن الزيتون".
وتضم هذه المعسكرات إرهابيين من دول مختلفة، في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا وهولندا ودول الشرق الأقصى، حيث يشاركون في عمليات "PYD - PKK" و"YPJ" (الذراع النسائي).
وقُتل العديد من هؤلاء الإرهابيين خلال المعارك في الشمال السوري، بينما يعود آخرون إلى بلادهم لممارس أنشطة إرهابية شهدوها في المعسكرات.
ويُعد هذا الأمر دليلًا على تحوّل الشمال السوري إلى وكرٍ للإرهاب على الصعيد العالمي، تحت ذريعة محاربة تنظيم "داعش".
وتمكنت القوات التركية من تحييد عدد كبير من إرهابيي التنظيمات المذكورة من خلال عملياتها في سوريا، والقبض على آخرين خلال محاولتهم التسلسل إلى الأراضي التركية للقيام بعمليات إرهابية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!