سيدات ارغين – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس
الواقع التركي يشير إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون ذات صعوبةٍ كبيرة بالنسبة إلى حزب الشعب الجمهوري لأسباب عديدة، وأحد هذه الأسباب هو أن حزب العدالة والتنمية يقود السلطة في البلاد، إضافةً إلى أن أردوغان قد دخل في اتفاق مع حزب الحركة القومية وبالتالي اكتسب أفضليةً خلال تقدمه في إطار خطةٍ سياسيةٍ ناجحة.
عند النظر إلى نتائج استفتاء 16 أبريل/نسيان 2017 -إذ وصلت نسبة التصويت إلى 51.41% ضمن اتفاق بين حزب العدالة والتنيمة وحزب الحركة القومية- يمكن القول إن أردوغان يتمتّع بإمكانية تجاوز حد الـ 51% للفوز بالجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية، ولذلك إن الهدف من اتفاق أردوغان وباهتشيلي هو حسم هذه المسألة من الجولة الأولى، لكن في الوقت نفسه لا يوجد أي ضمان لوصول نتيجة انتخابات 24 يونيو/حزيران إلى نسبة 51,41%كما حصل خلال استفتاء 16 أبريل/نسيان.
وبالنسبة إلى المعارضة الداخلية بصرف النظر عن ميرال أكشنار التي أعلنت ترشّحها منذ البداية- فإنها لم تتمكّن من اختيار مرشّح رسمي للانتخابات الرئاسية بعد، والسبب الأكبر للفوضى التي تمرّ بها أحزاب المعارضة هو الإعلان المفاجئ عن إجراء انتخابات رئاسية مبكّرة وعدم وجود ما يكفي من الوقت للقيام بالحملات الدعائية الرئاسية من أجل جذب الناخبين لصفوف المعارضة.
إن المسألة بالنسبة إلى المعارضة الداخلية تزداد تعقيداً عند الوصول لنقطة معيّنة، وهذه النقطة يمكن التعبير عنها بسؤال واحد وهو: "هل يمكن للقوى السياسية التي بقيت خارج محور الاتفاق الموجود بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أن تصل إلى اتفاق في خصوص توحيد القوى واختيار مرشّح مشترك؟ أم إنها غير قادرة على الاتفاق في هذا الصدد؟".
في الواقع إن طبيعة مفهوم الديمقراطية تفرض على زعيم حزب المعارضة أن يكون مرشّحاً لمنصب رئاسة الجمهورية بشكل تلقائي، وذلك لأن المعارضة الداخلية تهدف عادةً لإظهار عيوب في الحكومة أو القائد وتزعم أنها قادرة على الوصول إلى منصب الرئاسة الذي يمثّل المنصب الأعلى في الدولة، لكن في المقابل إن عدم تخطي حزب الشعب الجمهوري لحد الـ 25% من أصوات الناخبين منذ مدة طويلة يشير إلى أن كليجدار أوغلو لا يستطيع ضمان النجاح في الانتخابات الرئاسية من خلال الاعتماد على أصوات ناخبي حزبه فقط.
في هذا السياق تشير تصريحات كليجدار أوغلو التي أفاد بها خلال لقائه الصحفي إلى أنه لا يفكّر في الترشّح للانتخابات الرئاسية، كما صرّح كليجدار أوغلو بأنه يبحث في كوادر حزبه عن مرشّح ناجح وقادر على احتضان جميع فئات المواطنين بدلاً من ترشيح نفسه للانتخابات، وأشار إلى وجود بعض الأشخاص الحاملين لهذه المعايير داخل حزب الشعب الجمهوري.
نظراً إلى القوة التي يشكلها اتفاق حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية فإن المعايير التي يتوجّب وجودها لدى المرشحين للانتخابات الرئاسية هي:
1- يجب أن يكسب نسبة الـ 25% الداعمة لحزب الشعب الجمهوري.
2- يجب أن يجذب ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي الذي تجاوز حد الـ 10% خلال الانتخابين الأخيرين لصفوفه، وبالتالي يجب أن يكون شخصاً محبوباً من قبل الأكراد أيضاً.
3- يجب أن يكون شخصاً مؤهلاً للحصول على أصوات المؤيدين للحزب الجيد أيضاً، وذلك في حال عدم وصول أكشنار للجولة الثانية من الانتخبات.
4- يجب أن يكون شخصاً قادراً على اكتساب أصوات مؤيدي حزب السعادة إضافةً إلى الأكراد المعارضين له بسبب مقولاته الأخيرة التي تميل لسياسة حزب العدالة والتنمية وكذلك المواقف القومية التي أظهرها مؤخراً.
5- يجب أن يكون مؤهلاً لخلق إجماع قادر على الوصول إلى استجابة الحشود الشعبية المعارضة لمسار البلاد وأسلوب إدارة حزب العادلة والتنمية.
أي إن محور هذه المسألة يدور حول التساؤل عن وجود مرشّح يحمل هذه المعايير ويستطيع جذب جميع فئات المجتمع ضمن كوادر حزب الشعب الجمهوري، وذلك يزيد من احتمال توجّه كليجدار أوغلو لخارج حزبه في حال لم يتمكّن من اختيار مرشّح مؤهل للمعايير المذكورة، وأما بالنسبة إلى سؤال "هل عبد الله غُل موجود بين الأسماء المؤهلة؟" الموجّه لكليجدار أوغلو فقد كانت إجابة الأخير على الشكل التالي: "في الوضع الحالي ليس ضمن الاحتمالات"، وذلك يشير إلى أن كليجدار أوغلو لم يلغِ احتمال ترشيح الرئيس التركي الحادي عشر للانتخابات الرئاسية بشكل قاطع، لكن هذا الاحتمال يدفعنا للتساؤل عن مدى توحّد ناخبي حزب الشعب الجمهوري في حال تشريح شخص ملتزم ومحافظ مثل عبد الله غُل للانتخابات الرئاسية المقبلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس