ترك برس
كشفت تقارير إعلامية أن تركيا تبذل جهودًا حثيثة من أجل تجنيب محافظة "إدلب" الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، من أي عمل عسكري من طرف النظام المدعوم من إيران وروسيا.
وتقوم الاستراتيجية التركية لاحتواء الوضع في إدلب على مرتكزات عدة، بدأت عملياً بنشر نقاط مراقبة تركية في المحافظة بموجب اتفاقية "خفض التصعيد" التي وقّعتها مع روسيا وإيران، ثم وقف الاقتتال في المحافظة بين "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً) و"جبهة تحرير سورية".
وتشير معطيات عدة إلى أن مصير إدلب بات على الطاولة في المرحلة القريبة المقبلة، إذ سيكون لتركيا دور رئيسي في تحديد ملامح مستقبل المحافظة، وما تضمه من فصائل عسكرية كثيرة، ومهجري المناطق الأخرى، فضلاً عن أكثر من مليوني نسمة من سكان المحافظة.
صحيفة "العربي الجديد"، زعمت في تقرير لها أن السلطات التركية استدعت إلى إسطنبول أغلب قيادات "هيئة تحرير الشام"، وعرضت عليهم حلين لا ثالث لهما:
إما تحل الهيئة نفسها وينضم من يشاء من عناصرها بشكل فردي إلى الفصائل الأخرى من أجل قتال بعض الفصائل المتطرفة، مثل "حراس الدين" المنشقة عن الهيئة، أو أن تركيا ستدعم بقوة قتال الهيئة من جانب بقية الفصائل، خصوصاً بعد أن أصابها بعض الضعف بسبب الانشقاقات والقتال مع فصائل أخرى.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن تركيا تمارس ضغطاً كبيراً على الهيئة لحل نفسها، لأن أنقرة نفسها تتعرض لضغط كبير من قِبل روسيا وإيران لتطبيق بند في اتفاق أستانة ينص على أن محافظة إدلب يجب أن تكون "خالية من الإرهاب"، وإذا لم تقم تركيا بتطهيرها، فإن روسيا وإيران هما بحل من هذا الاتفاق، وسيدعمان هجوم النظام على إدلب.
وأطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومسؤولون أتراك آخرون، سلسلة تصريحات في الآونة الأخيرة بأن إدلب ستكون الهدف التالي للقوات التركية وقوات "غصن الزيتون" التي تدعمها بعد عفرين مباشرة إلى جانب تل رفعت ومنبج.
وتقول مصادر إن الهيئة تطرح في المقابل أن تنضم إلى فصيل "فيلق الشام" الذي لا يُصنّف كتنظيم "إرهابي" في المعايير الخارجية، وقد بدأت فعلاً في تسليم بعض حواجزها للفيلق.
رئيس المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية سابقاً، المحامي حسين السيد، قال إن تركيا هي "اللاعب الإقليمي الأكثر قدرة على تفكيك الهيئة والسعي لحلها، لسحب ذرائع الروس والإيرانيين وبقايا النظام لقصف وتدمير المحافظة وقتل المدنيين فيها..
وقيامها (تركيا) بهذا الدور هو إيجابي إذا كانت هناك استراتيجية تركية بعيدة المدى تعمل على حماية المدنيين ومنع نظام الأسد وعصاباته من إعادة السيطرة عليها مجدداً".
وأضاف السيد: "لذلك ليس مستغرباً أن يحصل اجتماع بين قيادات تمثّل الجانب السياسي للهيئة مع السلطات التركية لبحث المخارج المناسبة للحيلولة دون تنفيذ التهديدات الإيرانية الأخيرة لتلك المحافظة".
من جهته، يرى الباحث في الشؤون الروسيّة التركيّة الدكتور باسل الحاج جاسم، في حديث لموقع "المونيتور"، أن "روسيا تدعم تركيا حتى الآن لنشر نقاط مراقبة في إدلب.
ولكن طالما هناك فصيل مصنّف على قوائم الإرهاب الدوليّة فالمنطقة ستبقى هدفاً لأكثر من طرف، أطراف أستانا والطرف الأميركي مع اداته الامتداد السوري للعمال الكردستاني وكذلك فرنسا التي تريد الدخول على الخط وموضوع القوات العربية..
وبالتالي من الصعب الاعتقاد أن يكون هناك أيّ عمل عسكريّ من أحد أطراف تفاهمات أستانة من دون التنسيق مع باقي الأطراف".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!