محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
إن كان لا يعجبكم المجتمع الذي تعيشون فيه وإرادة شعبكم السياسية ومعتقداته، وإن كنتم ترون أنّكم نخبة تعلون على مجتمعكم، فلا يحزنكم أنّكم قلة في بلدكم، هناك من يدعمكم ويؤازركم في أماكن أخرى من هذا العالم.
أوروبا مليئة بالفاشيين والعسكريين والأصوليين، ومُقَدِّسي المسيحية والمتعصبين عرقيا.
ألا يتفوّه بعض الأوروبيين بنفس كلماتكم ويقاسمونكم أفكاركم حول دين الإسلام والديمقراطية في تركيا.
قبل عدة سنوات كنت قد احتفظت ببعض الآراء من موقع البي بي سي على الإنترنت حول احتمالية دخول تركيا في الاتحاد الأوروبي.
أذكر ثلاثة منها باختصار:
- "إذا ما دخلت تركيا إلى الاتحاد الأوروبي فستصبح الحدود التركية المشتركة مع سوريا وإيران والعراق منفذاً لأوروبا وستطالب بعد ذلك إيران بالعضوية ومن بعدها العراق وسوريا"، تعليق من شخص ألماني.
- "إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد الابتلاء فعليه ضم تركيا التي تُخِلّ بحقوق الإنسان وتنتشر فيها الإجراءات التعسفية والتعذيب وقضايا المفقودين والتطهير العرقي ضد الأكراد والأرمن بالإضافة إلى مشاكلها مع دول الجوار والحكم العسكري والفقر والديون"، تعليق من شخص يوناني.
- "إن السماح لتركيا بالدخول إلى الاتحاد الأوروبي أمر فظيع. فلا تقاطع مع تركيا المسلمة ولا وجود لأشياء مشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي لا من ناحية الدين ولا من ناحية الثقافة. ..تحاول تركيا الظهور بمظهر عصري متسامح علماني وهذا ليس إلا قناعا سيسقط عند الدخول إلى الاتحاد الأوروبي"، تعليق من شخص إنكليزي.
لستم وحيدين
كما رأيتم لستم الوحيدين في هذا العالم الذين تحملون أفكارا سيئة حول بلدكم تركيا والأغلبية العظمى من شعبكم. ففي خارج تركيا يوجد من يقاسمكم الرأي أقترح أن تتواصلوا معهم. ماذا ستخسرون أكثر من أحقادكم ومخاوفكم؟ كفوا عن تحريض الداخل هناك الكثير من أمثالكم ممن يقومون بهذا. ألا تحاول الأحزاب السياسية التي لم تنجح بالحصول على التأييد من الشعب أن تقطع الغصن الذي تقف عليه ظانّةً أنها تمارس السياسة. إنهم لا يكفون عن توجيه انتقادات لمن أتوا إلى الحكم بالانتخابات، بدلاً من أن يقفوا موقف الاحترام لأصحاب الحق المشروع في الحكم.
توجهوا إلى الخارج
انشروا الأخبار المسيئة عن تركيا في الإعلام الخارجي وفي وسائل التواصل الاجتماعي وقولوا للعالم أن تركيا وراء مشاكل العالم أجمع وأنها مركز كل أشكال الإرهاب في العالم.
قولوا للعالم إنّ الأشخاص الجيدين الطيبين لا يوجدون في تركيا وإنّ أفضلهم هم من يعيشون في بنسلفانيا.
ليس لديكم ما تخسروه سوى حقدكم وبغضكم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس