ترك برس
أعلنت صحيفة جمهورييت التركية أنها ستنشر صوراً كاريكاتورية من صحيفة شارلي إيبدو الساخرة تضامناً معها عقب الهجوم التي تم تنفيذه ضدها والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا من موظفيها.
وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني إنّ الشرطة داهمت ليل أمس مركز توزيعها في إسطنبول وتفحصت مضمون الصحيفة واتصلت بالنائب العام قبل السماح بتوزيعها.
ومن جهتها قامت الشرطة التركية باتخاذ الاحتياطات الامنية حول المبنى الرئيسي للصحيفة لعدم السماح بحصول حالة من الصراع أو التهجم عليها. حيث قامت آليات تابعة للأمن التركي بإحاطة المبنى.
وبعد ردات الفعل الكثيفة التي صدرت من قبل عدد من قبل مثقفين وكُتّاب وفئات من الشعب التركي، اتّخذت الصحيفة قرارا بعدم نشر الصورة المستهزئة بالرسول (صلى الله عليه وسلم) التي كانت موجودة على الصفحة الرئيسية للعدد الجديد بمجلة شارلي إيبدو.
وقام عدد من المواطنين الأتراك لم يتم التأكّد من هوياتهم بتعليق لائحة على حائط الحديقة التابعة لمبنى الصحيفة عليها كتابات "شارلي يستمر بالتحريض"، "إنّكم أذناب التنظيم الموازي والكفار، أنتِ ذنبُ مَن يا جمهورييت".
وقامت الشرطة التركية بتوقيف عد من شاحنات الصحيفة في مخرج المطبعة التابعة لمؤسّسة دوغان الإعلامية في منطقة "أسين يورت" بإسطنبول، والتي كانت مُحَمّلة بالعدد الجديد للصحيفة لتفتيشها إن كان فيها ما رسومات تحريضية أو ما شابه. وتمّ السماح للشاحنات بالعبور بعد عملية تفتيش استمرت لنحو 40 دقيقة حسب ما جاء في تقرير لصحيفة ملييت.
وأدلى رئيس تحرير جمهورييت "أوتكو تشاكير أوزار" بتصريحات بشأن نشر الصور الكاريكاتورية جاء فيها: "إن صحيفة جمهورييت التي فقدت عدداً مِن كُتّابِها في هجَماتٍ إرهابية، تشعر بألمٍ حقيقي تجاه القتل الذي شهدته شارلي إيبدو".
وأضاف "لقد نددنا بشدة بالهجوم الذي تمّ على حرية التعبير. وعبّرنا عن تضامُنِنا بأخبارنا وتعليقاتنا… ونقومُ اليوم بنشر 4 صفحات من رسومات شارلي إيبدو التي تمّ نشرها في عدد اليوم الخاص كجزءٍ من تضامُنِنا هذا".
وأكّد عدم نشر صور مُسيئة بقوله: "قُمنا بمراعاة الحساسية الدينية وحرية اعتقادات المجتمع في صدد مبادئ النشر أثناء تجهيز التقرير… بعد استشارات مطولة لم نقم بنشر صورة الصفحة الرئيسية للمجلة في تقريرِنَا".
كما استخدم الصّحفيان التركيان "حكمت تشاتين كايا" و"جيدا كارا" في العمود الذي كتبه كلّ منهما الصورة التي وضعتها شارلي إيبدو على غلاف المجلة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث تحدّث كلّ منهما عن المواضيع التي نشرتها المجلة اليوم.
ويظهر في الرسم الذي يحمل توقيع الرسام لوز، النبي (صلى الله عليه وسلم) دامع العين وهو يحمل لافتة عليها شعار "أنا شارلي". وفي العمود الذي كتبه جيتينكايا وصف بشكل مقتضب الرسم، مضيفاً: "أكرر مرة جديدة أن الإرهاب جريمة ضد الإنسانية أيا كان مصدره. لذلك يحمل (النبي صلى الله عليه وسلم) بيده لافتة أنا شارلي".
ويُذمر أنّ صحيفة جمهورييت أُسِّست في عام 1924 من قِبل أحد المقربين مؤن مُصطفى كمال أتاتورك، وهي ذات توجّه علماني، وتُعدّ أكثر الصُّحف التركية معارضةً لحكومة حزب العدالة والتنمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!