سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
توجهت الأنظار في واشنطن الأسبوع الماضي إلى حي "فوغي بوتوم"، حيث يقع مقر وزارة الخارجية الأمريكية. فالعاملون في الوزارة كانوا على أهبة الاستعداد، وفي قمة الحماس لاستقبال الوزير الجديد.
بعد فترة من الإهمال في عهد الوزير السابق ريكس تيلرسون، كان كادر الوزارة متشوقًا لقدوم الوزير الجديد مايك بومبيو، الذي بدأ مهام منصبه بسرعة كبيرة.
فهو يقول إنه سيطلق مرحلة نشطة في وزارة الخارجية الأمريكية، وفي هذا الإطار، يتمتع بدعم كامل من الرئيس دونالد ترامب. والرجلان أمضيا اليوم الثاني بأكمله معًا في الوزارة.
بالنسبة لتركيا، من المهم جدًّا فهم ما ستكون عليه المرحلة الجديدة. ولهذا علينا أن ندرك معاني حدث آخر وقع الأسبوع الماضي وحمل مؤشرات على بدء نهج جديد لدى الإدارة الأمريكية.
بدء عهد إدارة متشددة
عزل ترامب الأسبوع الماضي محاميه، الذي كان يسعى لإقامة علاقات لينة وعقد اتفاق مع المدعي الخاص في تحقيقات التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، وعين عوضًا عنه طاقمًا حاد المزاج وميال للمواجهة مع المدعي العام، يضم المحامي رودي جيلياني.
مع حدوث هذا التطور على صعيد السياسة الداخلية، بدأ بومبيو، وهو من صقور الإدارة، مهام منصبه في الخارجية مع دعم تام من الكادر العامل فيها. أي أن عهد ترامب دخل مرحلة السياسات المتشددة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ولأن ما ستكون عليه السياسة الخارجية هو البعد الذي يهم تركيا، من المؤكد أننا سنجد في مواجهتنا أمريكا أكثر عدوانية، وأكثر تصلبًا فيما يتعلق بمصالحها، ولا تسعى أبدًا إلى التصالح.
بومبيو يعتقد أن هذا ما يريده ترامب منه، ولذلك يسعى إلى إقامة علاقات وثيقة مع وكالة الاستخبارات المركزية من أجل تحقيق رغبات الرئيس.
إعادة دراسة الملفات المتعلقة بتركيا
بدأت الأقسام التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية العمل من جديد على الملفات الخاصة بالبلدان الحساسة ومن بينها تركيا، بهدف الاستعداد للمرحلة الجديدة.
وبحسب ما تتداوله الكواليس في واشنطن، فإن الوزارة تعيد النظر، بناءً على تعليمات من بومبيو، في الوعود الملزمة للإدارة الأمريكية، التي قدمها تيلرسون إلى الكثير من البلدان ومنها تركيا، وتعتزم وضع خرائط طرق جديدة.
ومما تتناقله الكواليس أن خريطة الطريق التي بحثها تيلرسون مع المسؤولين الأتراك في أنقرة بخصوص منبج تأتي في طليعة القضايا المزمع إعادة النظر فيها، وأن الإدارة الأمريكية ترغب في صياغة خريطة طريق جديدة عوضًا عنها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس