ترك برس
من المألوف في إسطنبول، رؤية القطط تتجول في الشوارع وأمام المقاهي، ولكن في حي بلاط، تختلف العادة حيث تشاركك القطط في جلوسك بالمقاهي.
وتبدو القطط في هذه المقاهي على خلاف المعتاد عنها في الأزقة، فهي أليفة لدرجة أنها تجلس معك على مائدتك، وإذا غالبها النعاس لا تستأذنك بالنوم.
وتلفت هذه القطط انتباه العابرين والزائرين لهذه المنطقة التاريخية من إسطنبول، فما إن يلحظوها حتى يسرعوا بالتقاط الصور معها، والجلوس أملا في مشاركتها لطاولتهم.
مقهى "كافيه نافتالينك"، هو أحد مقاهي بلاط، فيه 7 قطط بشكل مستمر، يتجولون بحسب القائمين عليه دوما بين الزبائن.
يكثر عدد هذه القطط شتاء قاصدة الدفء في الجو البارد، فتضفي على جو المقهى طابعا مميزا ، مما جعل أصحاب المقهى يتخذون من رسم القطط شعارا لهم، مع كتابة تحذير بأسلوب لطيف:
"احذر من القطط حولك".
وتعود أصول علاقة الصداقة الفريدة بين أهالي مدينة إسطنبول والقطط إلى جذور ثقافية ودينية، حيث يُقال إن بعض السفن القادمة للقسطنطينية حملت على ظهورها عددا كبيرا من القطط مختلفة اﻷلوان والأشكال، لحماية المدينة من الفئران واﻵفات،فتكاثروا في المدينة حتى وصل عددهم إلى ما هو عليه اليوم.
وكانت القطط محببة إلى اﻹنسان في الدولة العثمانية، لكونها مخلوقات نظيفة، في حين ارتبطت القطط بالسحر والشعوذة عند اﻷوروبيين.
ويُعد حي بلاط من أقدم اﻷحياء في مدينة إسطنبول، ويقع على خليج القرن الذهبي، ويضم مواقع أثرية هامة، إسلامية ومسيحية.
كما يتميز الحي بالأزقة الضيقة المرصوفة بالأحجار بين البيوت القديمة، ويعد مقصدًا للسياح من داخل تركيا وخارجها.
وهو من الأكثر الأحياء المتسامحة دينيا مع مختلف الأطياف والمذاهب والأعراق، فقد كان موطنا لليهود اﻷتراك قبل هجرتهم.
ويقع في منطقة الفاتح بين منطقتي أيوان سراي وفنار إلى الغرب من منطقة أمينونو،حيث يطل على القرن الذهبي ويتميز بمنازله القديمة الملونة.
وقد تم تصنيفه ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، لما يحتويه من مباني تاريخية وكنائس أرثوذكسية ومدارس ومعابد الجاليات والأقليات اليهودية واليونانية واﻷرمنية.
ويمكن لزائر الحي أن يبتاع من محلات الأنتيكا تذكارا لن يجده إلا في بلاط، فهناك سيرى تحفا تخلد قصص الحي اليهودي والمسيحي والمسلم، وسيبيعك البائع المسيحي تذكارا لشعار اﻹمبراطورية العثمانية الذي يحمل علم الخلافة تحت شعار الدولة العظيمة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!