عبد القادر سلفي – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس
كنت أنتظر مفاجأة في قوائم حزب العدالة والتنمية للانتخابات النيابية، لكن بصراحة، أعترف أنني لم أتوقع كل هذا القدر من التغيير.
من أصل 316 نائبًا في حزب العدالة والتنمية حافظ 167 نائبًا على أماكنهم في القوائم، وبذلك جاء التغيير بنسبة 48 في المئة.
المفاجأة الحقيقة كانت على مستوى الوزراء. باستثناء خمسة منهم، دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجميع الوزراء إلى الميادين. وهذا يدل على مدى أخذه الانتخابات النيابية على محمل الجد.
وبذلك فإن أردوغان وجه رسالة لمن يعتقدون أن الانتخابات الرئاسية مهمة، فيما لا تتمتع الانتخابات النيابية بنفس القدر من الأهمية.
وفضل الرئيس التركي الإبقاء على الطاقم الاقتصادي في التشكيلة الحكومية، ويتكون من نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية محمد شيمشك، ووزراء المالية ناجي أغبال، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والصناعة فاروق أوزلو.
وهذا خيار صائب في هذه الفترة التي يشهد فيها الاقتصاد تقلبات عديدة.
لم يرد اسم وزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جليك في قوائم المرشحين، وهذا معناه أن أردوغان سيشكل حكومة مصغرة وتقنية أكثر منها سياسية.
على عكس من يفكرون بأن الانتخابات النيابية غير مهمة، أعد أردوغان قائمة منح فيها الأولوية للبرلمان.
نقطة أخرى شديدة الأهمية، وهي التركيز على إسطنبول في قوائم المرشحين. فقد حشد أردوغان الأسماء المعروفة في إسطنبول.
فإلى جانب وزيري الطاقة براءت ألبيرق والأسرة فاطمة بتول صيان قايا، وهما بالأساس مرشحان عن إسطنبول، وجه أردوغان وزراء الثقافة والسياحة نعمان قورتولموش، والدفاع نور الدين جانيكلي، والداخلية سليمان صويلو، إلى إسطنبول، والثلاثة أسماء لها وزنها في سياسة المدينة.
وبعث أردوغان رسالة قوية إلى المنطقة الثالثة في إسطنبول ذات الأغلبية الكردية، من خلال سحب مرشحها مهدي أكر وتوجيهه إلى ديار بكر. لكن ماذا عن أصوات الأكراد في إسطنبول؟
مؤشرات قوائم المرشحين
تحمل قوائم حزب العدالة والتنمية من البداية حتى النهاية طابع أردوغان. ومن المفيد تسجيل ملاحظات عليها في بضع مواد:
1- لم يتمكن 140 نائبًا حاليًّا من دخول قوائم المرشحين.
2- حجز 20 وزيرًا مكانًا لهم في القوائم، ومن الملاحظ أن معظمهم تجمعوا في إسطنبول.
3- يتصدر رئيس الوزراء بن علي يلدريم القائمة في إزمير، وهذا يعني أن يلدريم لن يكون نائبًا لرئيس الجمهورية. وهناك أحاديث عن توليه رئاسة البرلمان.
قبل عام تمامًا، في مؤتمر حزب العدالة والتنمية في مايو/ أيار من العام الماضي، تحدث أردوغان عن "الكلال المعدني" لدى أعضاء في الحزب، وضرورة إجراء تغيير وضخ دماء جديدة. من خلال قوائم المرشحين، أجرى أردوغان التغييرات في البرلمان، بعد الإدارات المحلية وفروع الحزب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس