سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
دخلت تركيا رسميًّا مرحلة جديدة مع أداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليمين الدستورية، ليبدأ عهد الحكم بالنظام الرئاسي.
لكن ما هي تأثيرات هذا التغيير الجذري على السياسة الخارجية؟ وهل من الممكن توقع حدوث بعض التغييرات في العلاقات الخارجية خلال العهد الجديد؟
في الواقع، يتيح نظام الحكم الجديد لرئيس الجمهورية صلاحيات أوسع لاتخاذ القرارات والتحرك على صعيد السياسة الخارجية.
لكن هناك حقيقة في الوقت الحالي وهي أن أردوغان لعب درورًا رئيسيًّا في توجيه وإدارة السياسة الخارجية التركية خلال الآونة الأخيرة.
فأردوغان ترك بصمة واضحة في كل مناسبة على السياسة الخارجية، والفضل في ذلك يعود إلى شخصيته القوية، وقدرته على استخدام سلطته، ورؤيته الواسعة.
يهدف أردوغان في الآونة الأخيرة إلى جعل تركيا قوة إقليمية، وحتى عالمية، وفي هذا الإطار تبنى موقفًا وأسلوبًا مختلفًا عن مفهوم السياسة الخارجية التقليدي، ولم يتردد في اتخاذ مواقف صلبة من حين لآخر.
المشاكل القديمة
تدخل تركيا فترة هي الأكثر من حيث مواجهة مشاكل خارجية عبر تاريخها الحديث. وعندما نعدد هذه المشاكل بشكل متتال تظهر أمامنا قائمة طويلة، يمكن اختصارها بشدة كما يلي:
مع تدخلها عسكريًّا، أصبحت تركيا تمتلك دورًا ومبادرة في سوريا، لكن الحل لا يبدو قريبًا. والحال نفسه ينطبق على العراق.
العلاقات التركية مقطوعة مع مصر وإسرائيل، وباردة مع السعودية، ومتوترة مع اليونان.. القضية القبرصية في حالة موت سريري، لكن التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق المتوسط ينذر بنشوب نزاع جديد..
العلاقات مع الولايات المتحدة سيئة، وهناك خلافات في العديد من القضايا ما بين دعم تنظيمي "غولن" و"وحدات حماية الشعب"، إلى منظومة صواريخ إس-400 ومقاتلات إف-35..
وليست العلاقات مع الاتحاد الأوروبي أفضل حالًا، فمفاوضات العضوية متوقفة، وليس هناك تقدم في قضايا الاتحاد الجمركي والتأشيرة. وعلاوة على ذلك، تؤدي الخلافات مع الكثير من البلدان الأوروبية إلى برود في العلاقات..
في المقابل، شهدت الآونة الأخيرة تعاونًا وثيقًا بين تركيا وروسيا، فضلًا عن إقامة علاقات قوية مع الكثير من البلدان الإفريقية والآسيوية. وبدأ "التوجه نحو العالم الثالث" يظهر في السياسة الخارجية..
صفحة جديدة
لا شك أن قضايا السياسة الخارجية ستحتل صدارة أجندة حكومة أردوغان الجديدة. وفي الحقيقة، ليس من المنتظر حدوث تغير هام خلال العهد الجديد في السياسة الخارجية المتبعة حتى اليوم.
ومع ذلك، أليس من الممكن أن تقدم حكومة أردوغان على حملات في السياسة الخارجية، من شأنها فتح صفحة جديدة، وحل المشاكل القائمة حاليًّا؟
يتيح التغيير في نظام الحكم نظرة وفرصة جديدة للتقييم أكثر عقلانية وواقعية في السياسة الخارجية. وأعتقد أن الخطوات التي سيقدم عليها أردوغان في هذا الاتجاه ستلقى أصداءً إيجابية في العالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس