ترك برس
قال خبراء أمريكيون إن الخلاف الدبلوماسي الحالي بين الولايات المتحدة وتركيا المتركز حول القس أندرو برونسون المحتجز في تركيا بتهمة دعم الإرهاب، قد يؤدي إلى تفاقم العلاقات المتوترة بالفعل بينهما، مشيرين إلى أن مغادرة تركيا لحلف الناتو قد تصبح مسألة وقت.
وقال واين وايت، النائب السابق لمكتب دراسات الشرق الأدنى وجنوب آسيا التابع لديوان الاستخبارات والبحوث بوزارة الخارجية الأمريكية، إنه إلى جانب حالة برنسون، هناك بالفعل كثير من القضايا بين البلدين التي تعرقل تحقيق تقارب سريع.
وأشار وايت إلى أن هذه القضايا تشمل "نجاح أردوغان في التغلب على الانقلاب وما تلا ذلك من اعتقال مواطنين أمريكيين في تركيا، فضلا عن الخلاف بشأن غولن الذي طلبت تركيا من الولايات المتحدة مرارا إعادته إلى الوطن. وزاد انتقاد أردوغان للوجود العسكري الأمريكي في سوريا (ودعم الإدارة الأمريكية لمجموعات الإرهابية) من حالة العداء بين أنقرة وواشنطن".
ومن ناحية أخرى، صار شراء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية أس- 400 نقطة اشتعال جديدة. وقدم الكونغرس الأمريكي مشروع قانون آخر لمنع نقل مقاتلات طراز "أف-35" أمريكية الصنع إلى تركيا في ضوء الاتفاق التركي - الروسي.
وبلغت العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وتركيا "نقطة انعطاف"، حسبما ذكر أحد الخبراء، مضيفا أن الولايات المتحدة بدأت في التشكيك فيما إذا كانت تركيا لا تزال حليفا موثوقا به. وفي المقابل ترى تركيا أن واشنطن أخفقت في أخذ تحدياتها الأمنية في سوريا أو فهم صدمة محاولة الانقلاب.
وفيما يتعلق برد واشنطن المستقبلي على احتجاز برونسون، ذكر ديفيد بولوك الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن العقوبات مطروحة "بالطبع على الطاولة"، ويرجع ذلك بشكل خاص إلى أن ترامب حذر منها علنا والكونغرس مهتم جدا بمتابعة هذا الأمر.
ولكن بولوك أكد رغم ذلك أن الخلاف الحالي لن يصيب الشراكة الأمريكية التركية بالشلل، مضيفا أنه فيما يتعلق بقضايا تتدرج من سوريا وصولا إلى شراء الأسلحة، فإن البلدين ما زالا يحاولان الحفاظ على الشراكة، وإيجاد أرضية مشتركة.
غير أن خبراء آخرين يتوقعون أن تعمل العقوبات على إبعاد تركيا بصورة أكبر عن الغرب.
وأشار وايت إلى أن "العقوبات من غير المرجح أن تؤدي إلى الإفراج عن برنسون، ولكنها قد تدفع تركيا بشكل متزايد إلى السير في طريقها الخاصة كما هدد أردوغان".
وأردف قائلا: "في الواقع، إذا أصبح تسليم المقاتلات أف -35 أقل احتمالا، فقد يميل أردوغان إلى التقارب مع موسكو للتوصل الى اتفاق، يضمن معه الحصول بدلا من ذلك على مقاتلات روسية".
وأضاف أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب روسيا وإيران، وكلاهما يخضع لعقوبات أمريكية، مشيرا إلى أنها "قد تكون مسألة وقت فقط قبل أن تفترق الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وتركيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!