كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
مما لا شك فيه أن هناك البعض ممن لا يجدون تفسيرًا لتفاقم أزمة القس الأمريكي أندرو برانسون إلى هذا الحد. فما معنى أن تهدد الولايات المتحدة شريكًا استراتيجيًّا لها على مدى أكثر من نصف قرن، وأن تعمل على فرض عقوبات عليه؟
برانسون مادة جيدة من أجل تحريض العالم بأسره على معاداة أردوغان. ولا يخلو إطلاق التهديدات الأمريكية في يوم فرض الإقامة الجبرية على القس، من مغزى.
تعتبر الصهيونية العالمية أردوغان حجر عثرة في طريق تحقيق مخططاتها، كما فعل السلطان عبد الحميد قبل قرن، ولذلك تريد القضاء عليه، وتعمل على إثارة عداء العالم بأسره ضده.
وفي هذا السياق يجب قراءة مقالة نيوزويك، التي قالت: "سيكون عالمنا أكثر أمنًا بقدر ما يسرع العالم الحر في التحرك ضد أردوغان. يجب تنفيذ عملية تحول في تركيا".
أليست هذه السطور دعوة صريحة من أجل تدخل خارجي في تركيا؟ من يدعون العالم للتحرك ضد أردوغان هم الصهاينة والإنجيليون.
المشاكل التي نعيشها منذ عدة أعوام مع أوروبا ناجمة عن تحريض هذه القوة الصهيونية، التي تسعى منذ عام 2013 إلى إثارة البلدان الأوروبية ضد أردوغان. هذه العصابة الصهيونية العالمية تقف وراء موجة العداء لتركيا وأردوغان في أوروبا.
وفي الحقيقة، دعوة نيوزويك العالم إلى التدخل في تركيا تكشف عن الأيدي التي تقف منذ سنوات وراء المحاولات الانقلابية والأعمال الإرهابية في الداخل.
بعد تصفية تنظيمي غولن وبي كي كي لم يعد بإمكانهم التحرك في الداخل، لا يرون من خيار آخر سوى التدخل الخارجي. ومهما فعلوا لن يستطيعوا أن يحولوا تركيا إلى ما يشبه العراق أو سوريا.
ومع ذلك، فهم يحاولون عبر الضغط والقسر والتهديد والابتزاز أن يزيلوا عقبة تركيا من أمام إسرائيل الثانية. وبطبيعة الحال سيلجؤون للخيار العسكري لو استطاعوا. لكن هذا ليس سهلًا. فهم لم ولن يستطيعوا إخافة تركيا حتى اليوم.
تركيا قضت على "دولة الإرهاب" التي سعوا لتأسيسها على حدودها الجنوبية. وما يريدونه الآن هو ألا يتدخل أدروغان في شرق الفرات.
أثاروا العالم على السلطان عبد الحميد لأنهم رأوه عائقًا أمام تأسيس إسرائيل الأولى، والآن يسعون لجعل أردوغان هدفًا للعالم بأسره، لأنهم يعتبرونه حجر عثرة أمام إسرائيل الثانية.
يبقى القس الأمريكي تفصيلًا صغيرًا جدًّا في هذا المشهد، فهمّهم الأكبر هو الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وبالتالي تركيا أردوغان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس