محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
بطبيعة الحال كان من الأفضل لو لم يرتفع سعر الدولار إلى هذه الدرجة، وتنخفض قيمة الليرة التركية إلى هذا الحد. لكن أي منا يرضى أن ترضخ تركيا أمام أمريكا ترامب، وأن تتزلف لها حتى لا يرتفع سعر الدولار؟
ما السبب؟
لن نعود إلى الوراء كثيرًا.. هل هناك فارق بين المحاولة الانقلابية في 15 يوليو/ تموز 2016 ومحاولة الانقلاب التي تستهدف اقتصادنا اليوم؟
جميعنا نعرف القواعد الأساسية للاقتصاد. أي قاعدة من قواعد الاقتصاد انتهكها عدم تسليم الراهب العميل أندرو برانسون حتى يرتفع سعر الدولار إلى هذا الحد مقابل الليرة التركية؟
لن نخاف
تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تترجم مشاعري:
"نتعرض لهجمات اقتصادية على الرغم من أنه لا توجد مشاكل في معطيات الاقتصاد الكلي ولا النظام المصرفي ولا الإنتاج ولا التوظيف في تركيا. من الواضح أن سبب هذه الهجمات أمر آخر تمامًا. لا نخضع ولا يمكن أن نخضع لأي كان. شعب لم يخشَ الدبابات هل تخيفه مثل هذه الأمور؟ لا يمكن للدولار أن يقف عائقًا في طريقنا. لا تقلقوا أبدًا".
الانتخابات الأمريكية
إذا عدنا للحقائق.. في الطريق الممتد حتى الانتخابات الفرعية في الولايات المتحدة، من يدري كم بلدًا سوف يتعرض إلى هجمات مشابهة لذلك الذي استهدف تركيا، على يد إدارة ترامب؟
السبب وراء الهجوم الذي استهدف اقتصادنا هو توجيه رسالة إلى ملايين الناخبين الإنجيليين عن طريق أزمة القس أندرو برانسون.
تفرض إدارة واشنطن في كل فرصة عقوبات على روسيا من أجل طمأنة الأمريكيين الذين ما زالوا يعيشون الحرب الباردة حتى اليوم، والروبل الروسي انحدر خلال العامين الماضيين إلى أدنى مستوى له.
علينا الالتزام بالقواعد
بطبيعة الحال سنواصل الالتزام بالقواعد العامة للاقتصاد. وبينما نحافظ على الانضباط في الميزانية، لن نحيد عن المبادئ الأساسية للسوق الحرة. سنحترم استقلالية البنك المركزي، ولن ننزلق مع "رهاب الفائدة".
لكن علينا أن نعلم أنه في حال مقاومتنا لابتزازات الولايات المتحدة عن طريق الدولار من المحتمل أن نكون عرضة لهجمات أخرى حتى موعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر.
وبالطبع، هناك أيضًا مسألة العقوبات التي ستطبق على إيران وما مدى انعكاسها على تركيا.
مباحثات بلا طائل
عاد الوفد التركي الذي توجه إلى واشنطن من أجل التوصل إلى اتفاق دون تحقيق النتيجة المرجوة. وكالات الأنباء نقلت أن "النوايا الحقيقية للولايات المتحدة، التي وترت العلاقات مع تركيا، اتضحت. لم يتمكن الوفد التركي الذي توجه إلى واشنطن من أجل حل المشاكل عبر الطرق الدبلوماسية من الحصول على نتيجة من المباحثات.
طرحت الولايات المتحدة خلال المباحثات مكافحة تركيا لتنظيم غولن، عوضًا عن قضية القس برانسون. طلبت الولايات المتحدة، التي فقدت السيطرة على نفسها، إخلاء سبيل جميع الموقوفين لارتباطهم بتنظيم غولن".
لننتظر وسنرى.. ألم تعرف تركيا الكثير من الهجمات المشابهة في الماضي؟ المسألة سياسية وليست اقتصاد..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس