ترك برس
سلط تقرير في موقع "الجزيرة نت"، الضوء على المبادرات التي أطلقها الشعب الأردني خلال الأيام الأخيرة من أجل التعبير عن تعاطفهم مع تركيا في أزمتها مع انخفاض قيمة الليرة والحرب الغربية على الاقتصاد التركي.
شاب أردني اشترط على أصدقائه وأقاربه أن تكون هدية عرسه "النقوط" بالليرة التركية، فيما أعلنت سلسلة أسواق تجارية (مولات) البيع والشراء في كافة فروعها إضافة إلى تسليم رواتب موظفيها بالليرة التركية، وفق التقرير.
في مدينة الزرقاء شرقي الأردن أعلن مالك سلسلة مخازن "دكانة" التجارية مصطفى شومان البيع والشراء في جميع الفروع بالليرة التركية.
وقال شومان إن مواقف تركيا المناصرة للقدس والقضية الفلسطينية هي ما دفعه للتعاطف مع تركيا في أزمتها الحالية.
وقد تجاوز حجم التداول التجاري في محلاته خلال اليومين الماضيين 280 ألف ليرة تركية، و36 ألف دينار أردني، و51 ألف دولار أميركي، وقد سلم رواتب موظفيه بالليرة التركية.
ودعا شومان الحكومة الأردنية لإعادة العمل باتفاقية التجارة الحرة مع تركيا بعد إيقافها مطلع العام الحالي، وزيادة تفاعل الأردنيين مع حملة دعم الليرة التركية ومقاطعة الدولار الأميركي.
وفي صورة أخرى من التضامن الشعبي الأردني، قرر التاجر زكريا نوفل دفع قيمة مستورداته من البضائع الصينية ومشترياته من الصناعات المحلية بالليرة التركية، وهو ما قوبل برضى واستجابة من التجار والمستوردين الذين يتعامل معهم.
ويهدف نوفل من مبادرته هذه لمواجهة ما اعتبره "هجمة ظالمة من أميركا التي تمارس دور شرطي العالم على تركيا لمواقفها الشجاعة، مما يوجب علينا كشعوب عربية وإسلامية الوقوف في وجه هذه الهجمة".
وزيادة على ذلك، فقد قرر نوفل تغيير وجهته السياحية من دولة عربية مجاورة إلى تركيا، وأقنع أصدقاءه وأقرباءه بتغيير وجهة عطلتهم السنوية إلى إسطنبول.
وفي إربد شمالي الأردن أعلن صاحب محل أجهزة هواتف نقالة أن البيع لديه بالليرة التركية، رافضا التعامل بالدولار الأميركي.
وفي جنوب المملكة بمحافظة العقبة، أعلن عدد من المحال التجارية التعامل بالليرة التركية ومقاطعة الدولار. كما قدمت إحدى الدكاترة هدية النجاح لأبناء إخوتها بالليرة التركية.
هذا الإقبال انعكس على تداول الأردنيين لليرة، حيث ارتفع بنسبة 10% خلال الأشهر الثمانية من هذا العام، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهي نسبة متوقع ارتفاعها، بحسب رئيس جمعية الصرافين الأردنيين علاء ديرانية.
ديرانية أرجع أسباب هذا الارتفاع إلى زيادة الإقبال على السفر والسياحة في تركيا لتوفر الأجواء السياحية المريحة، وإقبال تجار ومستوردين ومصدرين على التعامل بالليرة التركية، بدلا من الدولار الأميركي.
وتتراوح أسباب شراء الليرة بين التعاطف والتضامن مع تركيا في أزمتها الحالية مع الولايات المتحدة، أو للتجارة والمضاربة، مع ما تكتنفه التجارة حاليا بالليرة من مخاطر، خاصة أن الليرة -رغم تحسن سعر صرفها- معرضة للانخفاض، بحسب ديرانية.
ورغم أن حالة التعاطف مع الليرة التركية غير مجدية اقتصاديا بنظر البعض، فإن لها أثرا في وجدان الشعب التركي، ما دعا مدير المركز الثقافي التركي في الأردن جنكيز أراوغلو لشكر الأردنيين الذين أبدوا تعاطفهم ووقفوا إلى جانب بلاده في أزمتها المالية الأخيرة.
وقال أراوغلو في بيان صحفي أصدره قبل أيام إن التاريخ سيسجل وقوف الشعوب العربية عامة والأردنيين خاصة إلى جانب بلاده في مواجهة الضغوطات الأميركية الاقتصادية، موضحا أن أعداد الأردنيين الداعمين للموقف التركي فاجأه شخصيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!