ترك برس
دفعت الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تمر بها إيران، والتي تعاظمت بعد استئناف العقوبات الاقتصادية الأمريكية، كثيرا من المواطنين الإيرانيين إلى الانتقال للعيش في تركيا المجاورة، في موجة جديدة من الهجرة تذكر بهجرة مليوني إيراني لتركيا في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979، بحسب ما رصد تقرير لموقع ميدل إيست آي البريطاني.
ويورد التقرير نماذج لمواطنين إيرانيين قرروا مغادرة إيران إلى تركيا أو انتقلوا إليها بالفعل، ومنهم المهندس المدني، داروش مظفري البالغ من العمر 33 عامًا الذي رفض توسلات والديه بالبقاء في إيران، وقدم استقالته من شركة البناء التي يعمل فيها، وجمع مدخراته وقرر التوجه إلى تركيا وربما العيش فيها إلى الأبد.
ويذكر التقرير أن داروش ليس الوحيد الذي قرر مغادرة إيران. فعلى على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية لأعداد المهاجرين، فإن مستشاري الهجرة في إيران يقولون إن أعداد الإيرانيين الذين قرروا بدء حياة جديدة في أماكن أخرى قد قفزت بشكل كبير، وأن كثيرا منهم وقع اختياره على تركيا لتكون الوطن القادم.
ومنذ الثورة الإسلامية في عام 1979 عندما فر ما يقرب من مليوني شخص إلى تركيا، اعتاد الإيرانيون التوجه إلى تركيا المجاورة لأسباب اقتصادية ودينية واجتماعية مختلفة، لا سيما في أوقات الاضطرابات السياسية. وقد جاء كثير منهم للدراسة، أو بدء عمل جديد أو الاستثمار في العقارات، قائلين إنهم يجدون تعليماً أفضل جودة وفرص عمل وفرص استثمار أكبر.
ويلفت التقرير إلى أنه على الرغم من تراجع قيمة الليرة التركية التي فقدت أكثر من 40% من قيمتها منذ مطلع العام الحالي، فإن هذا لم يثن الإيرانيين عن التوجه إلى تركيا. ووفقا لمعهد الإحصاء التركي قفز عدد العقارات التي اشتراها الإيرانيون في تركيا في الأشهر الستة الأولى من العام إلى 944 مقارنة بـ 792 في عام 2017.
وقال علي، وهو إيراني يعيش في أنقرة: "اخترنا الهجرة إلى تركيا؛ من أجل البقاء على قيد الحياة والحصول على حياة أفضل. لقد فقدت العملة الإيرانية قيمتها حتى في مقابل الليرة التركية، ولكن ما تزال الليرة التركية في متناول الإيرانيين أكثر من اليورو أو الدولار. ولهذا السبب فإن تركيا هي الوجهة الأولى للإيرانيين، حتى عندما يريدون الهجرة إلى أوروبا أو أمريكا."
وقال رضا كامي، رئيس غرفة التجارة الإيرانية التركية، إن الإيرانيين اشتروا نحو ألف منزل وشقة في تركيا منذ الربيع، تتراوح قيمتها ما بين 50.000 و200.000 دولار، لكنه يلفت إلى أن كثيرا من عمليات الشراء ليست بهدف الحصول على الإقامة، ولكنها استثمار محض تحركه اللوائح السهلة وعدم وجود تأشيرات، إلى جانب الخوف من أن تفقد الأصول قيمتها في إيران.
وفي المقابل يرى محسن أزار نجاد، وهو استشاري في شركة هجرة خاصة أن معظم الإيرانيين الذين يشترون عقارات في تركيا يرغبون في العيش هناك وليس الاستثمار، وقد زادت هذه الموجة خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وقال نجاد إن إسطنبول ومنتجعات أنطاليا وألانيا هي المدن الرئيسية الثلاث التي يفضل الإيرانيون العيش فيها.
ويفيد الموقع بأن دوافع كثير من الإيرانيين للانتقال للعيش في تركيا تتمحور حول فرص التعليم والتوظيف أكثر من الاستثمار.
وقال إيراني يعمل في منظمة أسام لمساعدة اللاجئين والمهاجرين في تركيا للموقع، إن عدد المهاجرين الإيرانيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على دعم المنظمة ارتفع خلال الأشهر الستة الماضية بنسبة 25 في المئة.
وأضاف أن بعض المهاجرين الإيرانيين يأتون ببعض الأموال، ويحاولون العثور على عمل أو بدء عمل تجاري. وإذا استطاعوا كسب المزيد واستقروا، فإنهم يدعون أقاربهم أو أصدقاءهم العاطلين عن العمل في إيران للقدوم إلى تركيا. وبعضهم يفتح أعمالاً جديدة في تركيا، أو يدخل في شراكة مع مواطن تركي، مما يسهل الإجراءات.
أما القسم الثاني من المهاجرين الإيرانيين، فهم الطلاب الذين يستطيع آباؤهم تحمل تكاليف الدراسة في تركيا، والذين قد يسعون لاحقاً للحصول على اللجوء في أوروبا والولايات المتحدة وكندا بعد التخرج، نظرا لسهولة التوجه إلى أوروبا من تركيا وليس من إيران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!