الأناضول
شدد السفير التركي لدى العاصمة الأمريكية، واشنطن، سردار قليج، الإثنين، على ضرورة دعم المجتمع الدولي للاتفاق الموقع بين تركيا وروسيا بخصوص إدلب السورية، لإنقاذ ملايين المدنيين بالمدينة.
جاء ذلك في مقالة كتبها الدبلوماسي التركي، لموقع "ديفنس ون" الإخباري المتخصص في شؤون الدفاع، والمقرّب من الجيش الأمريكي، ونشرها الأخير تحت عنوان "لماذا إدلب مهمة ؟"
وفي 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، اتفاقا لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام، والمعارضة في إدلب.
ويعد الاتفاق ثمرة لجهود تركية دؤوبة، ومخلصة للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجوما عسكريا على إدلب، آخر معاقل المعارضة المعتدلة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.
وقال السفير قليج إن "الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مباحثات استمرت لـ11 ساعة أجرتها حكومتي(مع الجانب الروسي)، أنقذ حياة عشرات الآلاف من السوريين. وإذا طبق بشكل كامل يمكنه أن ينقذ حياة عشرات الأوروبيين والأمريكيين".
وأشار السفير إلى أن نظام بشار الأسد كان قد أعلن في سبتمبر/أيلول الماضي اعتزامه شن هجوم دموي على إدلب "قلعة المعارضة المعتدلة"، موضحًا أنه لو شن الهجوم فإن مصير آلاف الأشخاص كان سيقع ما بين قتل ولجوء.
وتابع في ذات السياق قائلًا "ومحصلة هجوم كهذا هي تدفق ما يقرب من مليون لاجئ على تركيا ومن ثم أوروبا، كما أن هذا الأمر كان سيؤدي إلى مخاطر أمنية حقيقية، ويدفع تركيا إلى التزام حدود قدرتها على التحمل - فالآن بلادنا بها 3.5 مليون لاجئ (من بينهم 400 ألف كردي)، وأنفقنا حتى اليوم 33 مليار دولا)".
واستطرد قائلا "لذلك على المجتمع الدولي أن يقدم دعمًا حاسمًا لاتفاق إدلب، وإلا فإن أزمة اللاجئين ستطل برأسها من جديد، ويمكن للإرهابيين أن يتسللوا بين اللاجئين، وينفذو هجمات وحشية تستهدف المدنيين الأبرياء كتلك التي شهدت العديد من المدن مثل بروكسل، وباريس، وكذلك إسطنبول".
وأضاف قليج "فحدوث أي موجة للاجئين سيخدم مصالح الجماعات الإرهابية الأصولية. وبالتالي فإن إعراض المجتمع الدولي عن حماية المدنيين سيعطي الفرصة كاملة لتلك الجماعات التي تزعم أن الغرب لا يريد المسملين، ويتحرك وفق مصالحه فقط".
وأوضح السفير أن "اتفاق إدلب ليس أول محاولة تركية منعت وقوع خسائر في صفوف المدنيين، فأنقرة استطاعت من قبل شن عمليتي درع الفرات(أغسطس/آب 2016 ومارس/آذار 2017،)، وغصن الزيتون".
وفي 24 مارس/آذار الماضي، تمكنت القوات التركية و"الجيش الحر"، عبر عملية "غصن الزيتون"، من تحرير عفرين بالكامل، من تنظيمات "ي ب ك/بي كا كا" و"داعش" الإرهابية، بعد 64 يوما من انطلاقها.
وأوضح قليج أن "تركيا تمكنت من خلال العمليتين من تطهير مساحة تقدر بـ3 آلاف و800 كم من الجماعات الإرهابية، كداعش، وبي كا كا/ب ي د، ومكنت 260 ألف سوري من العودة لديارهم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!