ترك برس
ذكر تقرير لشبكة بلومبيرغ الأمريكية أن الغضب الذي أظهره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مقتل جمال خاشقي، خلال خطابه أمس، في مقابل رد الفعل الفاتر من الرئيس ترامب، يؤكد على تغير النظام العالمي فيما بعد الحرب العالمية الثانية مع تراجع هيمنة واشنطن إلى جانب تراجع تعزيزها للسياسة الخارجية التي ترتكز على القيم.
وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق، تشارلز ريس، إن دور الولايات المتحدة في تحديد النتائج تراجع في جميع أنحاء العالم عما كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي. ويمكن رؤية ذلك في نهوض الصين واجتياح روسيا لأوكرانيا وتدخلها في السياسة الأوروبية.
ويشير التقرير إلى أن تراجع دور واشنطن يتضح في القمة التي تضيفها تركيا يوم السبت المقبل مع روسيا وألمانيا وفرنسا لمناقشة الوضع في سوريا وعودة اللاجئين، وهي القمة التي تغيب عنها واشنطن مثلما غابت عن المفاوضات الرئيسية بشأن إنهاء الأزمة السورية والتي تقودها تركيا وروسيا وإيران.
وأضاف أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تولى السلطة في انقلاب عسكري عام 2013، خفف من اعتماد بلاده على الولايات المتحدة بعد توقيعه عدة اتفاقيات مع روسيا لشراء أسلحة.
ورأى التقرير أن خروج السعودية من المدار الأمريكي، إذا تصاعدت المطالب بإقالة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سيكون مزلزلا، لا سيما بعد أن فتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النار على القيادة السعودية، حين تحدث في خطابه عن أن قتل خاشقجي كان مدبرا.
ويرى بعض المحللين أن "مقتل خاشقجي كان نتيجة للترخيص الذي اعتقد النظام السعودي أنه قد حصل عليه من خلال مقاربة إدارة ترامب للعلاقات الدولية."
لكن نيل كويليام الدبلوماسي البريطاني السابق، والباحث في مركز "تشاتام هاوس" يستبعد أن يتحول النظام السعودي فجأة بعيداً عن الولايات المتحدة. وقال كويليام: "إن الانسحاب كلية من تحت مظلة الولايات المتحدة الأمنية سيستغرق سنوات، وسيكون عملاً هائلاً، لأن العائلة المالكة السعودية الأوسع ستقاوم هذا التحرك".
ويرى تشارلز ريس أن للسعوديين خيارات مثلما تمتلك واشنطن خيارات، ولكن العلاقات الأمريكية السعودية في النهاية قائمة على المصالح، وهذه المصالح لم تتغير جوهريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!