نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وحرير ترك برس
قبل أن تهب رياح الرئيس "الجمهوري" دونالد ترامب في العالم، وفي عهد الرئيس "الديمقراطي" باراك أوباما، جرى الحوار التالي في أبريل 2016، بين السيناتور ليندسي غراهام ووزير الدفاع آنذاك أشتون كارتر، في اجتماع لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي.
السيناتور ليندسي غراهام: هل سمعتم بحزب الاتحاد الديمقراطي؟
وزير الدفاع أشتون كارتر: نعم سمعت.
غراهام: من هو؟
كارتر: مجموعة كردية.
غراهام: هل سمعتم بوحدات حماية الشعب؟
كارتر: سمعت بها أيضًا.
غراهام: حسنًا، من هم؟
كارتر: مجموعة كردية أخرى.
غراهام: أليسوا الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي؟
كارتر: نعم، هم كذلك.
غراهام: هل هذا صحيح؟
كارتر: صحيح، إنه حزب سياسي كردي ذو توجه يساري، تأسس عام 2003.
غراهام: التقارير المتوفرة تشير إلى أنه تابع لحزب العمال الكردستاني، أو على أقل تقدير لديه علاقات وثيقة معه، صحيح؟
كارتر: نعم.
غراهام: حزب العمال الكردستاني هو تنظيم إرهابي بنظر الحكومة التركية، أليس كذلك؟
كارتر: حزب العمال الكردستاني ليس تنظيمًا إرهابيًّا بالنسبة للحكومة التركية فحسب، هو كذلك في نظر حكومة الولايات المتحدة.
غراهام: إذًا هل من المدهش أن يغضب الأتراك لأننا نسلح وحدات حماية الشعب في سوريا وهي على هذا القدر من العلاقة الوثيقة مع حزب العمال الكردستاني؟
كارتر: لا، ليس مدهشًا. لكن دعني أوضح أننا أجرينا مباحثات شاملة في هذا الخصوص مع الأتراك.
غراهام: ألا يعترض الأتراك على ذلك؟
كارتر: بلى.
غراهام: لقد عدت حديثًا من تركيا. هذا الموضوع مشكلة بالنسبة لهم. يعتقدون أنه الفكر الأكثر حماقة في العالم. وأنا أشاطرهم الرأي. وإذا كان لديكم فضول لمعرفة سبب غضبهم، فهو تسليحنا لتنظيم إرهابي يقاتل الحكومة التركية في سوريا.
التقارير الأمريكية أيضًا تؤكد
هكذا هي أمريكا. علاوة على أن تقارير وكالة الاستخبارات المركزية تذكر أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو "فرع حزب العمال الكردستاني الإرهابي في سوريا"، ترد في سجلات مجلس الشيوخ أيضًا العلاقة بين الحزب ووحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي.
ومع ذلك تواصل الولايات المتحدة تقديم الأموال والشاحنات المحملة بالأسلحة إلى حزب العمال الكردستاني.
قبل أيام، رصدت واشنطن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن قادة حزب العمال الكردستاني، فخصصت 5 ملايين دولار من أجل مراد قره يلان، و4 ملايين من أجل جميل بايق، و3 ملايين دولار من أجل دوران قالقان.
أي أن الخارجية الأمريكية تقول إنها ستدفع ما مجموعه 12 مليون دولار لمن يساعد في تحديد أماكن القياديين الثلاثة والقبض عليهم.
يا لها من مهزلة..
لو أن الولايات المتحدة تريد القبض على هؤلاء الثلاتة ما عليها إلا أن تسأل قادتها العسكريين الذين يلتقطون الصور مع عناصر تنظيم وحدات حماية الشعب/ حزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي، ويجرون دوريات مشتركة معهم على حدود تركيا.
بينما تقف كل هذه الحقائق ماثلة للعيان، أصبحت الولايات المتحدة موضع سخرية عقب قرار المكافأة المالية الصادر عن إدارة ترامب، الذي كان شعار حملته الانتخابية "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
ولهذا يجب تعديل شعار ترامب ليصبح "اجعل أمريكا مسخرة مرة أخرى"..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس