تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
الجميع يعرف قتلة جمال خاشقجي ومن أمر بقتله، لكن لم يُذكر اسمه بعد رسميًّا، رغم أن الأدلة المتوفرة لدى الكثير من أجهزة الاستخبارات، وعلى رأسها "سي آي إيه"، تشير إلى ولي العهد السعودي مباشرة.
فالجميع عينه على نفط وأموال السعودية، بل إن ترامب يقولها بصراحة. ولهذا فإن أجهزة استخبارات الكثير من البلدان، وعلى الأخص "سي آي إيه" والموساد، تلعب دورًا في عدم كشف كل ملابسات الجريمة.
الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بكين، رئيس دائرة الاستخبارات السابق في الأركان التركية يشرح الكيفية بقوله:
"تسعى واشنطن لإعادة تشكيل المنطقة بالتعاون مع إسرائيل والسعودية ومصر والأردن والإمارات. وتدع بريطانيا خارج المعادلة. ولهذا فإن جهاز الاستخبارات البريطاني يعمل ضد الاستخبارات السعودية والأمريكية والإسرائيلية، ويتابع ما تفعله.
بل إن الاستخبارات البريطانية وضعت خطة، وكانت ستتدخل لخطف خاشقجي وإنقاذه، لولا أن الجريمة وقعت في ذلك اليوم".
- كيف ذلك؟
"خاشقجي جاء إلى تركيا من بريطانيا وسيتجه إلى القنصلية. أدركت لندن أن هناك فخ وكلفت الاستخبارات بالتدخل من أجل اختطاف خاشقجي واقتياده إلى مكان آمن في بريطانيا. ستتساءلون من أين لي بهذه التفاصيل. لدي معلومات من مصادري بهذا الخصوص.
لو أن خاشقجي كان سيذهب بعد يوم إلى القنصلية لكانت الاستخبارات البريطانية تدخلت واصطحبته إلى مكان آمن، لأن لندن تريد استخدامه. المشكلة ليست في النفط، وإنما في بيع أسهم شركة أرامكو والبلد الذي ستبقى فيه هذه الأموال.
لنفترض أن أسهم أرامكو بيعت في نيويورك، ستبقى الأموال في الولايات المتحدة. تريد بريطانيا أن يكون طرح الأسهم في بورصة لندن، وأن تبقى الأموال هذه على أراضيها. المبلغ هائل يصل 450 مليار دولار".
يوضح بكين أن التطورات في المنطقة تحولت إلى حرب استخبارات أكثر منها مباحثات دبلوماسية، ويضيف:
"تحاول أجهزة استخبارات عرقلة تحركات الاستخبارات السعودية ومن ورائها سي آي إيه والموساد. هذه الأجهزة هي الاستخبارات البريطانية والإيرانية، فضلًا عن الاستخبارات الخارجية الروسية".
- لماذا لا ترفع بريطانيا صوتها بشأن ولي العهد، ألا تستطيع استخباراتها تسريب بعض المعلومات؟
"تستطيع، ربما تنتظر الوقت المناسب. تسعى لندن للحصول على حصة من الشرق الأوسط، وهي ترسل تلميحات للأطراف الأخرى بأنها ستتصرف إن لم تحصل على مرادها".
- أي أن الاستخبارات البريطانية قد تفشي معلومات جديدة في أي لحظة؟
"ربما تفعل. عندما تقوم أجهزة الاستخبارات بمثل هذه المهام فهي تضيّق على البعض وتضعهم في موقف حرج، أو توجه رسائل إليهم. هنا مثلًا بريطانيا تطلب حصتها من تقاسم نفط وأموال الشرق الأوسط، وفي حال حصولها على مبتغاها فإن المعلومات المتوفرة بحوزة استخباراتها ستبقى طي الكتمان..".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس