ترك برس
وسط تهديدات تركية متكررة لتنفيذ عملية عسكرية ضد الميليشيات الانفصالية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية شرقي نهر الفرات في الشمال السوري، حذّر رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، من تأزم الوضع في تلك المنطقة.
وحسب وكالة روسيا اليوم (RT)، اتهم غيراسيموف، الأربعاء، الولايات المتحدة "بمحاولة إنشاء كيان كردي مستقل عن دمشق شمال سوريا".
وقال غيراسيموف للملحقين العسكريين الأجانب: "الوضع شرقي الفرات يتأزم، حيث تحاول الولايات المتحدة المراهنة على الأكراد السوريين لإنشاء كيان شبيه بدولة مستقل عن دمشق شمال البلاد، ويقومون بتشكيل حكومة ما يسمى بفدرالية شمال سوريا الديمقراطية".
وذكر أن "الأمريكيين عبر دعم التوجهات الانفصالية للأكراد بالآليات العسكرية يسمحون لهم بمضايقة القبائل العربية".
وقال غيراسيموف، إن مسلحي "داعش" متواجدون في شرق الفرات فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، مضيفا: "في ديسمبر من العام الماضي انتهت العملية النشطة للقضاء على العصابات في سوريا. وفي الوقت الحالي يتواجد مسلحو "داعش" في شرق الفرات فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، في حين تتركز بقايا الجماعات المسلحة بقيادة "جبهة النصرة" داخل منطقة وقف التصعيد في إدلب".
وأكد أن الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" بدأت بالنشاط وتوسيع مناطق نفوذها شرق الفرات.
وقبل أيام، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستخلص مناطق شرق الفرات بسوريا بأسرع وقت ممكن من اضطهاد واحتلال المنظمة الإرهابية الانفصالية (حزب العمال الكردستاني – PKK).
وأضاف في هذا الإطار: "لن نسمح لأيّ كيان شمالي سوريا أن يهدد أمن بلدنا ومنطقتنا".
وتشدد تركيا على ضرورة تطهير مناطق شرقي سوريا من تنظيم "وحدات حماية الشعب" الفرع السوري لمنظمة "PKK" الإرهابية.
وتحت عنوان "الأتراك يهاجمون الأمريكيين والأكراد"، نشرت صحيفةة "سفوبودنايا بريسا" الروسية، مقالًا للكاتب زاؤور كاراييف، حول استعداد الجيش التركي لمهاجمة المناطق الكردية في سورية حيث تتمركز القوات الأمريكية.
وجاء في المقال: الآن، على خلفية خلافاتها الجديدة مع الولايات المتحدة، تهدد تركيا مرة أخرى باتخاذ إجراءات جدية وتعد بعملية كبيرة ضد الأكراد والقوات الأمريكية.
في السياق، يقول الخبير التركي كرم يلدريم إن سلوك الولايات المتحدة يثير العديد من الأسئلة. فهي لا تفي بالوعود. اتفق وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مع وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون على أن تغادر الجماعات الإرهابية منبج. كما اتفقا على القيام بدوريات مشتركة في مناطق حلب، التي ما زال الأمريكيون يسيطرون عليها.
وأضاف يلدريم: "الجيش التركي لم يدخل إلى منبج. الأمريكيون لم يسمحوا له ولم يشرحوا الأسباب. كأن في الأمر خدعة. بالطبع، هذه الشروط ليست مناسبة لصفقة. لذلك، أعلنت تركيا عن عملية جديدة".
وعن ماهية الشروط، قال يلدريم إن "المشكلة بالنسبة لتركيا هنا هي أن الولايات المتحدة، من خلال وجودها وأعمالها، تسمح للإرهابيين بتعزيز قوتهم، فيخلقون دولة إرهابية خاصة بهم، أحد أهدافها تدمير سوريا، وتركيا، وربما حتى إيران".
وتابع الخبير التركي: "ربما لا تفهم الولايات المتحدة تماماً أن هذا ممكن، لكن هذا لا يغير من دورها. وهناك مشكلة أخرى، هي أن الولايات المتحدة لا تستجيب للمقترحات الدبلوماسية التركية. يعلنون أن هناك خطة وعلى الجميع الالتزام بها، ولكن الخطة لا تعمل. لذلك، فإن مخاطر الصدامات عالية الآن".
وأردف: "الكثير، يعتمد على طريقة تصرف الولايات المتحدة. قد لا يتدخلون في عملية مكافحة الإرهاب ويتجنبون الاشتباكات مع الجيش التركي، لكن حتى الآن يبدو كل شيء مختلفًا، فجماعتهم وأسلحتهم وقواعدهم تقف في طريق الجيش التركي إذا عبر الحدود. وهذا أمر شديد الخطورة".
واعتبر يلدريم أنه "في هذه الحالة، لا يبقى أمام تركيا سوى عدم الاكتفاء بمهاجمة الإرهابيين وحدهم، إنما وشركاءهم العسكريين الأمريكيين الذين سيمضون إلى النهاية في دفاعهم المجرم عن مقاتلي وحدات حماية الشعب".
ونهاية الشهر المنصرم، أكد مجلس الأمن القومي التركي، أن الإرهاب الموجود شرق نهر الفرات بسوريا، هو التهديد الأكبر للحل السياسي في هذا البلد.
جاء ذلك في بيان صادر عن المجلس الذي اجتمع في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018.
وأوضح البيان أنّ تركيا لن تتجاهل الممارسات الجائرة لمنظمة "PKK / YPG" الإرهابية ضد سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتها وإجبارها السكان المحليين على الهجرة في إطار محاولاتها لإحداث تغيير ديموغرافي.
وأضاف البيان أنّ أنقرة لن تتغاضى عن محاولات فرض أمر واقع في سوريا وأن تركيا تؤكّد حقها في استخدام الدفاع المشروع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!