هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي شهدنا فترة استخدمت فيها تركيا القوة العسكرية والدبلوماسية بشكل متوازن على طاولة المفاوضات. أقامت أنقرة علاقة فعالة مع عواصم من قبيل موسكو وواشنطن وطهران.
وفي مرحلة أصبح الاقتتال فيها جزءًا من الماضي وبرز السعي للحل في سوريا، باتت تركيا من أكثر اللاعبين تأثيرًا، وهذا ما لعبت فيه جهود أردوغان ومهارته دورًّا مؤثرًا.
كنت شاهدًا على هذه الجهود بصفتي إعلامي تابع تقريبًا جميع الجولات التي قام بها أردوغان خلال العام الماضي.
يمكنني القول بكل وضوح إن أردوغان يحتل اليوم مكانة بين الزعماء الذين يرتقب الجميع ما سيقولونه وما سيتخذونه من قرارات، تمامًا كالرئيس الأمريكي دونالدد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ.
قد لا نكون بين الاقتصادات العشرة الأقوى في العالم، لكن مثابرة وعزم أردوغان أوصلا تركيا إلى نفس مستوى التأثير بالنسبة للبلدان من هذه الفئة.
هذا نجاح يستحق التقدير. أقمنا علاقات بشكل دقيق مع قوى عظمى تختلف أجنداتها. ومن جهة أخرى برزنا في مناطق لم يكن لنا فيها وجود يذكر كأمريكا اللاتينية وإفريقيا.
خلال بضعة أعوام، أصبحت تركيا موضع اهتمام في العديد من مناطق العالم. كان هناك إسهام كبير في هذه المرحلة للزيارات والاتصالات التي أجراها وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو باستمرار. قدم جاوش أوغلو أداء مميزًا في المفاوضات الصعبة.
أعتقد أن من الواجب عدم نسيان القوة الناعمة لتركيا. من بين المؤسسات التي ساهمت في إبراز تركيا على الصعيد العالمي الخطوط الجوية التركية والوكالة التركية للتعاون والتنسيق ووقف المعارف، ولا ننسى دور المسلسلات التركية أيضًا.
سيكون 2019 عامًا تبرز فيه تركيا على الصعيد السياحي. يعمل وزير الثقافة والسياحة التركي محمد أرصوي على إنجاز مشاريع ستزيد من الدخل عن طريق زيادة عدد السياح.
بدوره، أجرى وزير الخزانة والمالية براءت البيرق اتصالات ناجحة خلال الأيام العصيبة، وقام بحملات هامة، واجتمع مع شرائح مختلفة، واستمع للانتقادات، وبعث الأمل بالمستقبل.
بطبيعة الحال، لن يكون 2019 عامًا سهلًا، لكن ليس هناك داعٍ للتشاؤم وفقدان الأمل. أنا على ثقة أن تركيا ستخرج من عام 2019 أقوى، على الرغم من كل الصعوبات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس