محمد متينار – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
أطلق رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان تصريحات هامة في مؤتمره الصحفي الذي عقده في أول محطة من جولتنا في أمريكا اللاتينية، وذلك في كولومبيا، حيث أرسل رسائل هامة في عدة مواضيع، لعلكم اطلعتم عليها في الصحف، لكنني هنا أريد التركيز على أمرين:
حتى إذا بقيت وحيدا...
كرر اردوغان تصريحاته القوية تجاه مكافحة التنظيم الموازي، عندما قال "سأواصل مكافحتي للتنظيم الموازي حتى لو بقيت لوحدي"، وهنا سأل الصديق الصحفي مراد تشيتشيك مدير "قناة 24" رئيس الجمهورية قائلا :"هل تشعرون بالوحدة في محاربتكم للتنظيم الموازي؟"، ليجيب اردوغان :"لا، وإنما أريد أنْ أوضح مقدار إصراري على الموضوع".
لم يكن لنا أنْ نهمل تركيز اردوغان أكثر من مرة على موضوع محاربته لعصابة التنظيم الموازي حتى لو بقي وحيدا، خصوصا وأنّ داود أوغلو يركز في كل خطاباته على الحديث عن التنظيم الموازي ومحاربته ومكافحته، مشددا على أنّ اردوغان ليس وحيدا.
إصرار حكومة العدالة والتنمية على هذا الموضوع نستطيع استنتاجه من تصريحات داود أوغلو الواضحة والصريحة والجريئة والقوية، ولن يكون هناك أي قيمة أو اعتبار لأي تحليل أو تفسير آخر يناقض هذه الحقيقة.
أنت لست وحدك على الإطلاق يا زعيم، ولن تكون لوحدك، هناك الملايين تقف خلفك، كلنا خلفك حتى الموت، من يتركك وحيدا سيموت هو في وحدته، ومن ينسحب من خلفك سيذهب وسيُنسى، وسيسقط كل المستهينين بالقوة التي تستمدها من الشعب ومن تمسكك بالحق.
أنت لست رئيس جمهوريتنا فحسب، أنت زعيم حزب العدالة والتنمية، وما دام هذا الحزب قائما فلن تكون لوحدك على الإطلاق، فما حققه حزب العدالة والتنمية كان بسبب زعامتك وقوتك، واستمرار مسيرة الحزب مستمرة بقيادتك وزعامتك، وستبقى كذلك.
لن تسمح الملايين من خلفك لمن تسوّل لهم أنفسهم أنْ تبقى وحيدا فعلا، ولن يسمح حزب العدالة والتنمية لزرع الفتنة والانشقاق بين صفوفه، فهذا الشعب الذي اختارك، وحزب العدالة والتنمية الذي دعمك، اختارك لتكون زعيما لتركيا الجديدة.
أنت زعيم كرئيس للجمهورية، وأنت ستبقى الزعيم الخالد لحزب العدالة والتنمية، ومهما كانت صفتنا ومنصبنا، إلا أنّ هذه حقيقة لا لُبس فيها، ولن يستطيع أحدٌ على الإطلاق فصلك وإبعادك عن حزبنا، حزب العدالة والتنمية.
التنظيم الموازي أخطر من حزب العمال الكردستاني
وصف اردوغان التنظيم الموازي بأنه أخطر من حزب العمال الكردستاني، وهذا التصريح يُفهم بصورة واضحة، لأن التنظيم الموازي يخضع لأوامر استخبارات دول أجنبية من أجل تحقيق أهدافها المختلفة ضد تركيا.
والجميع يعرف كيف أنّ التنظيم الموازي حاول جاهدا من أجل إيهام العالم بأن تركيا تدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها داعش، فالتنظيم الموازي أضر بتركيا من خلال تعاونه الخارجي مع أعداء تركيا أكثر بكثير من الضرر الذي أحدثه إرهاب حزب العمال الكردستاني.
لا يملك حزب العمال الكردستاني الأدوات والقوة لتحقيق ضرر بتركيا بمقدار الضرر الذي أحدثه التنظيم الموازي، ولذلك ترى رئاسة الجمهورية أنّ الخطر القادم من قبل التنظيم الموازي الخائن يساوي أضعاف ذلك الذي أحدثه حزب العمال الكردستاني.
واعتقد أنّ هذا الرأي صحيح، ولهذا علينا أنْ ندرك فعليا حجم التهديد الذي يتمثل بالتنظيم الموازي، وعلينا إدراك معنى كلام اردوغان عندما قال "حتى لو بقيت وحدي سأكافح التنظيم حتى النهاية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس