محمد متينار - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
لعل من المعلوم بمكان أن ندرك أن كثيرًا من القوى العالمية والإقليمية غير راضية من كون تركيا قادرة على حل مشاكلها لوحدها إضافة الى أن تلك القوى أصبحت غير مرتاحة للصعود الكبير لتركيا في كل المجالات.
فإن عدم الاستقرار الذي أفرزته انتخابات السابع من حزيران/ يونيو الماضي جعل من وجود عدم الاستقرار فرصة سانحة لكثير من القوى لإثارة الفوضى وممارسة الإرهاب للنيل من تركيا. وبتعبير آخر فإن تلك القوى تريد إضعاف تركيا، لا بل تريد أن تقسمها وتشرذمها. فهي تريد لتركيا أن تصبح مثل سوريا أو مثل اليونان.
وإن افتعال حرب أهلية في تركيا يعد أحد أدوات ذلك المشروع الذي يستهدف قمع التقدم التركي. ولا شك أنهم يريدون لهذا المشروع أن يرى الحياة عبر بعض المنظمات الإرهابية التي تهدف إلى إثارة الفتنة والاحتقان بين مكونات المجتمع التركي.
فكثير من المنظمات الإرهابية مثل داعش و تنظيم بي كي كي وبعض المنظمات اليسارية المتطرفة وظيفتها إثارة النزعات العرقية والقومية والطائفية والدينية والتمهيد لإشعال حروب أهلية.
فهل سينجحون في ذلك؟
لا أعتقد ذلك لأن الشعب التركي واعٍ لمثل هذه الأمور ويتحلى بضبط النفس، ولا أعتقد أنه سيسمح بنشوب حرب أهلية.
هنا علينا أن ندرك أن كثيرًا من القوى العالمية والإقليمية ستمارس طرقًا كثيرة لإثارة الفتنة ولإشعال فتيل الحرب الأهلية، ولكن من واجبنا نحن أن نقاوم كل هذه المحاولات ونقوم باستمرار بتوعية المواطنين بشكل مستمر.
و لعل الخطر الأكبر لا يكمن في تجاوب أو عدم تجاوب الشعب للفتنة وللحرب الأهلية بل الخطر يكمن في هؤلاء المتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال الذين تتقاطع مصلحهم الشخصية مع مصالح تلك القوى في إثارة الفوضى في البلاد. فهؤلاء غير مهتمون باستقرار البلاد بل بمكاسبهم الشخصية، هم لا ينظرون إلى مصلحة الوطن بل هم يريدون إسقاط رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وحزب العدالة و التنميةـ فهم كأسيادهم يريدون الإطاحة بأردوغان.
المؤشرات تشير إلى إمكانية فوز العدالة والتنمية في الانتخابات المزمع عقدها في الأول من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم وتشكيل الحكومة بمفرده، لذلك بدأ الحديث مؤخرا عن احتمال اشتعال حرب أهلية، فبالنسبة لهم فوز العدالة والتنمية وإمكانية تشكيل حكومة لوحده أصبح أمرا غير مقبول. ولهذا فقد يلجأ هؤلاء إلى الشارع وإلى إثارة الفوضى، ومن الآن نراهم عبر وسائل إعلامهم يحذرون بل أعتقد أيضا أن التهمة جاهزة لتحميل أردوغان المسؤولية عن الفوضى في البلاد.
في اعتقادي أن الشعب التركي اصبح لديه من الوعي بحيث لن يسمح بنقل نزاعات الجوار إلى الداخل التركي ولن يسمح للشرذمة من داخل تركيا بافتعال حرب أهلية، ولعل الثاني من شهر نوفمبر سيكشف عن توجه الناخبين في اختيار الاستقرار والسلم الأهلي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس