ترك برس
اعتبر محللون وسياسيون أتراك أن الشروط الأمريكية التي طرحها مستشار الأمن القومي جون بولتون خلال زيارته لأنقرة الأسبوع الحالي، وأهمها عدم شن تركيا عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية في شمال سوريا، قد أظهرت مرة أخرى عدم صدق نوايا واشنطن تجاه أنقرة، وتكشف عن فشل الدبلوماسية الأمريكية.
وقال أولوتش أوز أوليكر، سفير أنقرة السابق في فرنسا وليبيا، إن النتيجة النهائية لزيارة مستشار الأمن القومي جون بولتون إلى تركيا كانت متوقعة، لأنه لم يأت لإيجاد أرضية مشتركة مع القيادة التركية ولكن لوضع الشروط.
وأضاف الدبلوماسي التركي في حديث لوكالة سبوتنيك، أن واشنطن تحاول الترويج لسياستها المناهضة لإيران وحماية القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة العاملة في المنطقة.
وأوضح أن لقاء بولتون والمستشار الخاص للرئيس التركي، إبراهيم كالن، لم يسفر عن نتائج ملموسة، "لأن الطرفين أخفقا في إقناع بعضهما بعضاً بالحاجة إلى تقديم تنازلات متبادلة حول قضية منبج، والأراضي الواقعة شرق نهر الفرات، ومكافحة الإرهاب في المنطقة، وما إلى ذلك."
وشدد أوز أولكير على أن "من الواضح تماماً أن السبيل الوحيد لحل المشكلة السورية لن يكون إلا من قبل الدول الضامنة الثلاث في أستانا، وهي روسيا وتركيا وإيران، في حين لا يملك اللاعبون الآخرون القوة والقدرات الكافية لتحقيق ذلك."
وأشار إلى أن مسألة الميليشيا الكردية السورية ليس نقطة الخلاف الوحيدة بين أنقرة وواشنطن، حيث لم يتوصل البلدان بعد إلى حل وسط بشأن مصير فتح الله غولن، وشراء تركيا أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية المتطورة S-400 ومحاكمة النائب السابق لمدير خلق بنك التركي في الولايات المتحدة، ولم تتخذ أي خطوات محددة بشأن أي من هذه القضايا من أجل حلها.
من جانبه، قال شوكرو سينا غوريل، نائب رئيس الوزراء الأسبق ورئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة أتيليم، إن الوفد الأمريكي تفاوض على مسألة توفير منطقة عازلة لتركيا مقابل موافقة أنقرة على إنشاء البنية التحتية. لإقامة "شبه دولة" جديدة ناشئة شرق الفرات.
ورأى غوريل أن زيارة بولتون إلى أنقرة ما كان لها أن تنتهي نهاية مختلفة نظرا للتصريحات الفظة التي أدلى بها الجانب الأمريكي والتي أظهرت مرة أخرى عدم صدق نوايا واشنطن تجاه تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!