ترك برس
عاد التوتر ليطفو على السطح من جديد بين وتركيا والولايات المتحدة بعد تراجع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن التزامه بسحب قواته من سوريا بوتيرة سريعة، وبحثه عن تأمين ميليشيا كردية. لكن من المحللين من يتوقعون أنه ما زالت هناك نوافذ للتعاون بين الجانبين.
ويرى أويتون أورهان، الباحث في مركز الباحث في "أورسام" والخبير بشؤون الشرق الأوسط أن "وتيرة الخروج الأمريكي، وطريقته يمكن تعديلهما، لكن الانسحاب سيحدث في نهاية المطاف، فقد صار أمرا حتميا".
وأعرب أورهان في حديث لوكالة شينخوا عن اقتناعه بأن ترامب سيصر على الخروج العسكري الأمريكي من سوريا التي تمزقها الحرب لأنه يود استخدام هذا الأمر كورقة مساومة ضد تركيا وروسيا.
وكان إعلان ترامب الانتصار على تنظيم الدولة وتعهده بسحب 2000 جندي أمريكي يقومون في الأساس بمساندة وحدات حماية الشعب الكردية، فتح الباب أمام آمال بحدوث انفراجة في العلاقات المتوترة مع أنقرة.
ولكن ترامب فيما يبدو رضخ للضغط الذي فرض عليه من قبل إدارته، ليُعلن بعد ذلك أن الخروج الأمريكي من سوريا سيحدث بوتيرة أبطأ، ربما يستغرق عدة أشهر أو حتى سنوات، وفقا لبعض المحللين.
وأرسل ترامب يوم الثلاثاء مستشاره للأمن القومي جون بولتون، إلى أنقرة لإجراء محادثات.بيد أن مهمته باءت بالفشل لأنه قوبل بتوبيخ من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية تصريحات أدلى بها وأشار فيها إلى أهمية وحدات حماية الشعب بعد انسحاب واشنطن من سوريا.
وأشار سركان دميرطاش، وهو محلل وصحفي متخصص في مجال السياسة، إلى حرص تركيا على التمييز بين الأكراد المدنيين والأكراد المقاتلين الذين تم تجهيزهم عسكريا من قبل الولايات المتحدة، منوّها إلى أن وضع الجانبين في سلّة واحدة أمر غير مقبول بالنسبة لأنقرة.
وقال دميرطاش إن "تركيا ترى أنه ينبغي للولايات المتحدة أولا توضيح ماذا تعني بكلمة الأكراد، فإذا كان الأمر يتعلق بالأكراد المدنيين الذين لم يتورطوا مطلقا في أعمال إرهابية، فسيكون ذلك مقبولا بالنسبة لتركيا".
واستدرك قائلا: "لكن إذا كان الأمر يتعلق بحماية إرهابيي وحدات حماية الشعب الكردية وحتى تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية، فإن موافقة تركيا على مثل هذا الاتفاق ستكون إما مفاجأة كبيرة أو تغيُّرا جذريا في سياستها. وحتى الآن، لا توجد مؤشرات على تغيير تركيا لسياستها قريبا".
وفي رأي دميرطاش، فإن موجات التفاؤل الأولية بشأن الانسحاب الأمريكي من سوريا آخذة في التلاشي، كما أن تركيا والولايات المتحدة عادتا إلى نقطة الصفر في سوريا، حيث نقطة خلاف.
في المقابل كان المحلل أورهان أكثر تفاؤلا بشأن سبل نزع فتيل التوترات الأخيرة، حيث قال إن الولايات المتحدة ينبغي أن تعالج مخاوف حليفتها بشأن المقاتلين الأكراد من خلال نقل هؤلاء المقاتلين بعيدا عن الحدود التركية.
واختتم أورهان حديثه قائلا: "بهذه الطريقة، سيحدث توغّل عسكري تركي، ولكن بدون أي مواجهة مع الأكراد السوريين، وبالتالي بدون ضغط سياسي مع الجانب الأمريكي، على حد قوله.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!