ترك برس
قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في مدينة إسطنبول التركية، محمد كامل ديميريل، إن موقف تركيا بشأن حقوقها وحقوق قبرص التركية بالغاز في البحر المتوسط "واضح وحاسم".
وأكد ديميريل، في حديثه لصحيفة " العربي الجديد"، أن الذين يحاولون إقصاء تركيا يعرفون أنها وصلت سابقاً لدرجة الاصطدام مع سفينة تنقيب إيطالية (في البحر المتوسط) لولا انسحابها.
وأضاف ديميريل أن أنقرة تنقب عن الطاقة شرق المتوسط وترسم حدودها، بل ولا يمكن أن يكون هناك توافقات أو الاعتراف بالحدود دون تركيا أو قبرص الشمالية وما لها من حصص بالغاز الطبيعي.
وكشف أن قضية الطاقة مهمة لتركيا ولا يمكن أن يتم أي شيء دون موافقتها وحقوقها وحقوق قبرص التركية وذلك سياسة معلنة من الحكومة التركية ورئيس الجمهورية ذاته.
وبين مدير مركز الدراسات بإسطنبول، أن سفينة ثانية ستنضم قريباً لـ"الفاتح" ليتم التنقيب عن النفط على عمق 2600 متر، ولتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الطاقة التركي، أي التنقيب عن النفط بسفن محلية وطاقم مهندسين محليين في المياه العميقة.
وبيّن أن حجم الاستثمارات النفطية ستبلغ 10 مليارات دولار بحلول 2023، وستؤمن حوالي 30 مليار دولار بحلول 2033 (مئوية تأسيس الجمهورية التركية).
وشدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال تصريحاته أدلى بها في حفل افتتاح مشاريع خدمية بالعاصمة التركية، على تصميم بلاده على الاستمرار في التنقيب عن النفط في حوض شرق البحر المتوسط، لتحقق هدفين أولهما دعم حملة حزب العدالة والتنمية، لانتخابات المجالس المحلية التي ستجري نهاية آذار/مارس المقبل، والتأكيد على حق تركيا والقبارصة الأتراك، ولن تتنازل عنه.
وأكّد أردوغان أنه "من الطبيعي أن ينزعج الروم (القبارصة اليونانيين) من أنشطتنا في المتوسط، لكن الغريب هو موقف حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض لتلك الأنشطة".
وأكّد أن الجمهورية التركية "لن تتوانى عن الدفاع عن حقوقها وحقوق أشقائها في الشمال القبرصي في موارد الطاقة".
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الخميس إن بلاده ستبدأ التنقيب عن النفط والغاز قرب قبرص في الأيام المقبلة".
وأضاف: "لندع أولئك الذين حضروا إلى المنطقة من بعيد، وشركاتهم، يرون ألا شيء يمكن أن يحدث في تلك المنطقة دوننا. لا يُمكن القيام بأي شيء في البحر المتوسط دون تركيا، لن نسمح بذلك".
وكانت سفينة "الفاتح" التركية قد أبحرت، في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، للقيام بأول عملية تنقيب في المياه العميقة في المتوسط بسفينة محلية الصنع، ما اعتبره مراقبون وقتذاك، تحدياً وخطوة في حملة تتريك قطاع الطاقة.
وفي وقت سابق أكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، أن عمليات الحفر والتنقيب في البحر المتوسط قبالة ولاية أنطاليا، وصلت إلى عمق 4 آلاف و300 مترا، مشيراً إلى استهداف عمق 5 آلاف و500 مترا.
وتشير نتائج مسوحات جيولوجية جرت في مطلع الألفية الثانية إلى أن حوض دول البحر المتوسط يحتوي احتياطات ضخمة من الغاز والنفط.
ووفق تقديرات هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية والشركات العاملة في التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، فإن المنطقة تعوم فوق بحيرة من الغاز تكفي لسد حاجة الأسواق الأوروبية لمدة ثلاثين عاما والعالم لمدة عام واحد على الأقل.
وتقع هذه البحيرة داخل الحدود البحرية الإقليمية لست دول هي تركيا وقبرص ولبنان ومصر وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة.
وتتفاوت تقديرات حجم الغاز في المنطقة، حيث قدّرت الوكالة الأميركية، في تقرير سابق، احتياطي هذا الحوض من النفط بـ7.1 مليارات برميل، ومن الغاز بـ 122 تريليون قدم. وبهذا الاحتياطي من الغاز فإن هذا الحوض يعدّ من أهم أحواض الغاز في العالم.
وتدير شركات نفط عالمية عمليات التنقيب عن النفط والغاز في حوض شرق المتوسط، وأبرزها شركة "إيني" الإيطاليّة في مصر وقبرص، و"توتال" الفرنسيّة في قبرص، وائتلاف "نوبيل إنيرجي" الأميركية مع شركة "ديليك" الإسرائيليّة، الذي كان يحتكر حقول الغاز في فلسطين المحتلة، وائتلاف شركة "توتال" الفرنسية، "إيني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية في لبنان.
ويعتبر الغاز في شرق منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط مهماً لأسباب عدة، منها، الأهمية الجيوبوليتيكية للمنطقة الأوسع التي يقع فيها وهي منطقة الشرق الأوسط التي تضم حوالي 47% من احتياطي النفط و41% من احتياطي الغاز في العالم.
وزاد من أهميتها انفتاح البحر المتوسط على تقاطع آسيا وأوروبا وأفريقيا، واتصاله بطرق التجارة العالمية عبر مضائق السويس والبوسفور وجبل طارق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!