ترك برس
قال رئيس ملتقى الجاليات العربية في تركيا - الذي تأسس الثلاثاء - الدكتور نبيل الغانم، أن الملتقى سيطرح على المشاركين فيه عددا من الأفكار العملية التي تحقق هدف "بناء مظلة عربية جامعة لهم في تركيا".
وأشار الغانم في حديث لشبكة الجزيرة القطرية إلى أن من بين تلك الأفكار وحدة الجاليات التابعة لكل بلد عربي في اتحاد واحد يجمعها أولا، ثم تشكل هذه الاتحادات في ما بينها الجسم الأكبر عبر انضمامها في اتحاد الجاليات العربية.
ووفقًا للجزيرة، دشنت العشرات من المؤسسات والجمعيات العربية العاملة في تركيا الثلاثاء اتحادا جامعا لها يحمل اسم ملتقى الجاليات العربية في تركيا.
ويرى العرب في تركيا تشكيل مظلة جامعة لهم حاجةً ملحة مع تسارع نمو الجالية وتوسع أنشطتها وانتشار مؤسساتها على التراب التركي.
ويقول الغانم إن تأسيس الاتحاد رسالة بذاتها للدول العربية حول قدرة شعوبها على التوحد والعمل الجماعي، باستلهام تجربة منظمات المجتمع العربي بالانضواء تحت إطار جامع لها في تركيا.
ويتوقع الغانم أن تدعم تركيا بقوة الاتحاد الوليد، وتعمل على تسهيل تحركاته وعمله وتفاعله مع الاتحادات التركية، موضحا أن الدعم الرسمي الذي جسده حضور بن علي يلدريم لتأسيس الاتحاد قد منحه زخما وقوة.
من جهته، أكد رئيس حزب العدالة والتنمية السوري عمر شحرور، أن أهمية تشكيل الاتحاد تكمن في تجسيده حالة "التنظيم" التي تمثل حجر الأساس لأي نهضة اجتماعية أو سياسية وفي أي مجال.
ورأى شحرور أن هذه الحالة التنظيمية التي يمثلها الاتحاد تسهم في تحقيق تطلعات المنتسبين له عبر المشاركة في اللقاءات الحوارية وتنسيق الجهود وتعميقها، وأيضا في توثيق الروابط مع تركيا.
وتوقع السياسي السوري أن تسهم مشاركة شخصية بحجم بن علي يلدريم في منح الاتحاد زخم الانطلاق المطلوب، لكنه أكد أن الأمر يرتبط أساسا بسلوك الجاليات العربية التي عليها أن تنظم صفوفها، وتتخلى عن كثير من ممارسات الفرقة وخطابات التناحر.
أما مدير علاقات عملاء الأوائل في بنك "كيو أن بي" محمد عبد الرؤوف، فرأى أن الحاجة للاتحاد تكمن في توحيد العرب في تركيا تحت كلمة واحدة، وقال إن ذلك سينعكس في تقوية الجالية العربية وتعزيز ظروفها.
ولفت عبد الرؤوف إلى أهمية حضور الدور الرسمي التركي في منح الاتحاد قدرة على الوصول إلى صانع القرار في أنقرة، الأمر الذي سيزيد فرص نجاح الاتحاد في تحقيق أهدافه.
وشهد الملتقى التأسيسي، الذي أقيم في مدينة إسطنبول، مشاركة واسعة من المنظمات العاملة في حقول الإعلام والتنمية وريادة الأعمال، فضلا عن المؤسسات الخدماتية والتعليمية المختلفة وغيرها.
وبدا الحضور الرسمي التركي لافتا للعيان في الملتقى، الذي حضره رئيس البرلمان التركي المستقيل ورئيس الحكومة السابق المرشح لمنصب رئيس بلدية إسطنبول.
وقال يلدريم في كلمة له أمام الحاضرين إن تركيا تتعامل مع نوعين من العرب المقيمين على أراضيها، وهم: اللاجئون الذين هجروا من ديارهم عنوة، والمقيمون الطبيعيون لغايات العمل والتعليم وغيرها في الداخل التركي.
وأشار إلى أن أنقرة نجحت في جلب الأمان لنحو 320 ألفا من اللاجئين الذين أعادتهم إلى ديارهم بعد عملية "درع الفرات"، وأنها ماضية في تأمين منطقة غرب الفرات كي يحظوا بالحياة الآمنة فيها.
أما بخصوص المقيمين الآخرين، فأوضح أن تركيا تعمل على توفير الحماية لهم في الداخل التركي، وتسهيل مناشط عملهم، وتقديم الخدمات لهم من خلال مؤسساتها كالبلديات وغيرها، مؤكدا أن تركيا والعرب يتشاركون في الانتماء للحضارة والتاريخ الإسلامي.
وسبق للنشطاء العرب أن شكلوا مظلات اتحادية مختلفة في تركيا، من بينها منابر للجمعيات ومنصات لريادة الأعمال الجماعية واتحادات طلابية، لكن أغلب تلك المؤسسات ظلت في إطار القطر العربي الواحد، أو اتخذت بعدا محليا لها في تركيا.
أما الاتحاد الوليد فهو يحمل صفة أكثر رسمية في تمثيل الجاليات العربية بتركيا، لا سيما أنه يشهد إشرافا تركيا رسميا على تشكيله.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!