ترك برس
مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية، كثّفت أحزاب المعارضة السياسية في تركيا جهودها لكسب الأصوات بأساليب متنوعة، يعتمد معظمها على تحريض شرائح المجتمع ضد بعضها البعض، وتوجيه الاتهامات ضد حكومة حزب العدالة والتنمية، دون تقديم أي خطط من شأنها تحقيق التنمية والتطور في البلاد.
وبات المواطنون السوريون بمثابة ورقة انتخابية تلجأ إليها الأحزاب السياسية المعارضة في تركيا، قبيل كل انتخاب، وفي مقدمتها حزب الشعب الجمهوري، وحزب "إيي"، وحزب الشعوب الديمقراطي.
تتعهّد هذه الأحزاب التركية في حملاتها الانتخابية بترحيل السوريين الهاربين من القتل والاضطهاد والخرب، إلى بلادهم في حال الفوز، غير مكترثة بتداعيات هذا الموقف والتحريض الذي تقوم به على صعيد المجتمع.
قبل أيام، وفي إطار حملته للانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس/ آذار 2019، زعم حزب الشعب الجمهوري، وهو يساري التوجه، بأن اللاجئين السوريين تسببوا بانتشار فيروس "الروتا" بشكل كبير في تركيا.
وقال نائب الحزب ولاية آيدن التركية، سليمان بلبل، في تصريحات صحفية، إن الاصابة بفيروس الروتا ازداد في تركيا في السنوات الـ5 الأخيرة، وخاصة منذ بدء قبول اللاجئين السوريين إلى البلاد.
وردًا على سؤال حول مزاعم بلبل، قال وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا، إن فيروس الروتا يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عبر طرق مختلفة، ويضر بشكل أساسي بالأطفال بين 4 و5 أعوام.
وشدّد كوجا على أن وجود حالات إصابة بالفيروس المذكور في البلاد، وخاصة نهاية الخريف والشتاء والربيع، وأنه لا توجد للمواطنين السوريين على الإطلاق علاقة بانتشاره.
وفي هذا الإطار، يقول الطبيب التركي نذير زرور، إن كلام وزير الصحة دقيق وهو طبيب أطفال بالأصل ويعرف المرض ومسبباته جيداً، ففيروس "الروتا" ينتشر موسمياً، ولا علاقة فعلاً بوجود السوريين.
ويتساءل زرور أنه "ولو كان السوريون سبباً، فلماذا تنظم تركيا حملات تلقيح للأطفال ضد الفيروس منذ عشر سنوات، أي قبل موجة لجوء السوريين إلى تركيا؟".
ويوضح الطبيب التركي أن "النائب يستغل اللجوء السوري لكسب أوراق سياسية وخلق بلبلة بتركيا، لأن اتهامه بعيد عن العلم وحتى عن القيم الأخلاقية، والغرض منه سياسي ليس إلا".
وأشار، في حديث لصحيفة العربي الجديد، إلى أن المرض يصيب الأطفال ويحدث إسهالًا وتقيؤاتٍ غير مزمنة، ويمكن ببساطة معالجته وهو ليس من الانتشار ما يستدعي حالة الطوارئ.
ويسأل الطبيب: كيف يبرر النائب انتشار "الروتا" في تكير داغ القريبة من مدينة أدرنة، رغم عدم احتوائها على السوريين، وكيف يبرر انتشار المرض في تايلند التي لا تستضيف سوريين؟
ويعتقد مراقبون في تركيا، أن موجة اتهام السوريين التي تسبق بالعادة أي استحقاق انتخابي، سترتفع خلال الشهر المقبل، قبل الانتخابات المحلية المقررة نهاية آذار/مارس المقبل، رغم أن السوريين الذين يحق لهم الانتخاب، لا يشكلون "وزناً كبيراً"، إذ لا يزيد عدد السوريين الذين يحق لهم الانتخاب عن 53 ألف سوري بالغ حصل على الجنسية التركية.
ويؤكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن 53 ألفاً و99 سورياً يستطيعون التصويت في الانتخابات المحلية، من إجمالي عدد السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية وهو 79 ألفاً و820 شخصاً، وذلك في تصريحات سابقة له.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!