فؤاد بول – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
أقر البرلمان الأروبي التقرير الخاص بتركيا، والذي يقترح تعليق مفاوضات العضوية معها. في الحقيقة لم نفاجأ بهذا التقرير الفضيحة ولا بقرار البرلمان.
فقد رأينا الوجه الحقيقي لأوروبا خلال المحاولة الانقلابية الدنيئة في 15 يوليو/ تموز 2016. تعرض البرلمان التركي للقصف، فوقف البرلمان الأوروبي مع من نفذوه، ودعا أنصارهم لإلقاء خطابات في جمعيته العامة.
لا تشعر أوروبا بالحاجة للتكتم على أفاعيلها. فالتقرير المذكور يعرب عن "أسفه" إزاء العمليات الأمنية التي تستهدف عناصر تنظيم غولن خارج تركيا.
عندما ننظر إلى القضايا التي وجه التقرير فيها الانتقاد إلى تركيا نرى وجهة نظر أوروبا بشأننا:
تشعر أوروبا بالقلق إزاء مدد التوقيف الطويلة والمعاملة السيئة في العمليات ضد تنظيم غولن.
تطلب من حكومة أنقرة وقف بناء محطة أق قويو النووية
تطلب من تركيا إنهاء وجودها العسكري في قبرص.
تطلب عدم تحويل أيا صوفيا إلى مسجد.
تطلب من تركيا إنهاء عملياتها العسكرية في شمال سوريا.
تطلب من تركيا أن تطبع علاقاتها مع أرمينيا، وتفتح المعابر الحدودية معها.
ما تريده أوروبا باختصار هو:
التخلي عن ملاحقة عناصر تنظيم غولن في الداخل والخارج، وتسليم البلاد للتنظيمات الإرهابية وشبكاتها في الخارج، إضافة إلى إنهاء العمليات العسكرية في سوريا وإحالة أمن البلاد إلى التنظيمات الإرهابية والتفرج على تقسيم تركيا.
لا تختلف النظرة الأوروبية إلينا عن تلك الأمريكية. كلاهما تنظران بتعالٍ، وتعتبران تركيا تابع لهما.
ظل الاتحاد الأوروبي يضغط على تركيا إلى أن ألغت عقوبة الإعدام، لكنه لا ينبس ببنت شفة إزاء تطبيق العقوبة في الولايات المتحدة أو الإعدامات بالجملة في مصر.
لا يعلنها بصراحة، الاتحاد الأوروبي يخشى في الحقيقة تركيا لأنها كبيرة، وهذا ما يجعلها قادرة على تغيير آليات اتخاذ القرار جذريًّا في الاتحاد.
الاتحاد الأوروبي في حالة تصدع أصلًا، مع مساعي بريطانيا من أجل الانفصال عنه. هذا الكيان الذي يجد صعوبة في الصمود يخشى تركيا القوية التي تمتلك عددًا كبيرًا من السكان.
يمكننا رؤية حقيقة العقلية الأوروبية في الموقف الذي تتخذه من اللاجئين. تتمنى لو أنهم يغرقون في البحر ولا يصلون أبواب القارة العجوز.
ما أسرع نسياننا الوحشية التي رأت أوروبا أن البوسنة تستحقها لأنها مسلمة! هل هذه هي أوروبا التي سنأخذ عنها دروس الإنسانية؟
منذ عام 1963 ونحن ننتظر على باب الاتحاد الأوروبي، مل هو من الانتظار، أفلا نمل نحن أيضًا؟ ليذهب كل منا في حال سبيله!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس