فؤاد بول – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
كما هو معروف، دخلت بلدان معينة إلى سوريا علنًا لسبب أو لآخر، عقب اندلاع الحرب فيها، فضلًا عن وجود بلدان أخرى في سوريا بشكل غير مباشر.
بين كل هذه البلدان، تركيا هي الوحيدة التي تريد وحدة تراب سوريا وأمن ورخاء شعبها. أما بقية البلدان فكل ما تفكر به هو مصالحها الخاصة.
وباستثناء تركيا، ليس هناك أي بلد يريد انتهاء الحرب في سوريا، لهذا ترغب الولايات المتحدة باستمرار الفوضى في سوريا، ولا يعني لها مقتل هذا الكم من البشر شيئًا.
هناك البعض ممن يفرحهم استمرار أجواء الفوضى في الشرق الأوسط، وفي طليعتهم إسرائيل.
تعمل إسرائيل مع الولايات المتحدة، وتسعى لتحقيق آمالها القذرة بالتعاون مع بعض البلدان في المنطقة.
هي الدولة الوحيدة المستفيدة إلى أقصى حد من وجود زعيم "غير طبيعي" على رأس السلطة في الولايات المتحدة.
إسرائيل هي البلد الأكثر استقرارًا وهناءً في الشرق الأوسط. كانت في الماضي عرضة لتهديدات معينة جراء ممارساتها الظالمة، غير أنها الآن لا تتعرض لأي تهديد رغم زيادة جرعة وقاحاتها.
ما تفعله الولايات المتحدة في سوريا، وما لا تفعله عن قصد يصب في مصلحة تل أبيب أكثر من غيرها. فكما زالت التهديدات التي يمكن أن تصيب إسرائيل، انفتحت أمامها أبواب الوصول إلى "الأرض الموعودة"، دون بذل أدنى جهد. فهي تقترب من هدفها بفضل الحرب بالوكالة التي يخوضها البعض نيابة عنها.
من نفس المنطلق، تعمل دويلات الكانتونات الكردية، التي أسستها الولايات المتحدة في شمال العراق، وتسعى لتأسيسها الآن في شمال سوريا، في خدمة الطموحات الإسرائيلية.
فالدولة الوحيدة التي دعمت إقليم شمال العراق في مسعاه للاستقلال كانت إسرائيل. والمؤكد أن هذا الدعم لم يأتِ من أجل عيون الأكراد.
لكن هناك جزء من الأكراد يُستخدمون باستمرار كمطية في الحروب بالوكالة في المنطقة، ولا يتمكنون من رؤية هذه الألعوبة، بل يسعون لإراقة الدماء في سبيل تحقيق دولتهم المتخيلة.
وهذا الجزء من الأكراد يخدم الولايات المتحدة والدول الإمبريالية التي خدعته وخذلته باستمرار، ويشن منذ 40 عامًا حرب عصابات ضد تركيا.
هذه الخطة الدنيئة لم ولن تنجح داخل تركيا. ولهذا بدأت القوى الإمبريالية، من خلال سيناريو مشابه، بمحاولة حصار تركيا والتضييق عليها من الخارج.
تركيا تحبط هذه المخططات والألاعيب، وفوق ذلك في مهدها خارج الحدود.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس