ترك برس
تواصل تركيا تعزيز قواتها المتمركزة على الحدود السوري وسط ترقب لإطلاق عمليات عسكرية واسعة النطاق في منطقة شرق الفرات شمالي سوريا، ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور.
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، افتتح غرفة متقدمة للعمليات المشتركة على الحدود مع سوريا، جنوبي البلاد، يتوقع أن تتم فيها إدارة عملية عسكرية محتملة ضد أهداف إرهابية، حسب وكالة الأناضول التركية الرسمية، وذلك قبل يوم من انتخابات البلدية.
وتوعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتلقين إرهابيي "YPG / PKK"، الدرس اللازم شرق الفرات، إذا لم يتم ضبط الوضع فيها، وقال إن "أول ما سنقوم به بعد الانتخابات هو حلّ المسألة السورية عبر المفاوضات، وإن تعذر ذلك فحتماً ميدانياً".
القيادي في الجيش السوري الحر مصطفى سيجري، قال في حديث مع صحيفة "العربي الجديد"، إن "قرار إنهاء سيطرة حزب العمال الكردستاني على مناطق شمال شرق سورية، والقضاء عليه متخذ وبتوافق تام وبناءً على المصالح المشتركة بين كل من الجيش الوطني والقوات التركية".
وأكد سيجري أنه "تم اتخاذ كل الخطوات اللازمة، والتدابير العسكرية من أجل انطلاق العمليات"، مضيفاً: "الأمور وصلت إلى مرحلة توزيع المهام وتقسيم المحاور وفق الخطط المرسومة من قِبل القيادة العسكرية الميدانية المشتركة، بانتظار قرار البدء في حال وصلت الدبلوماسية التركية إلى طريق مسدود في المباحثات مع الجانب الأميركي".
بدوره قال القيادي في الجيش السوري الحر العقيد فاتح حسون، إنه "بعد التريث التركي في بدء عملية شرق الفرات الناتج عن الاتصالات الدبلوماسية والأمنية مع الولايات المتحدة، حدث تقدم في المباحثات بين تركيا وأميركا بما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات".
وأضاف حسون: "استطاعت تركيا إقناع الولايات المتحدة بأن لا تكون وحدات حماية الشعب الإرهابية موجودة في المنطقة الآمنة، لكن في الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة ما زالت تصرّ على حماية قوات سورية الديمقراطية، ومساندتها بالبقاء والاستمرار، وهذا ما يعطي انطباعاً بأنه ستحدث حلول وسط ما بين تركيا وأميركا حول هذه المليشيات".
وأشار حسون إلى أن الولايات المتحدة "تعهدت بتنفيذ بعض الخطوات المتعلقة بذلك، وأعطتها تركيا وقتاً لذلك، وهذا الوقت ليس محدداً بأيام، لكنه كذلك ليس مفتوحاً. ومن هنا جاءت تصريحات الرئيس التركي بأنه سيكون هناك تحرك باتجاه شرق الفرات من قِبل الجيش التركي بعد الانتخابات، وقد أوضح بأن هذا التحرك متعلق بإمكانية الولايات المتحدة ضبط الوضع شرق الفرات".
ورأى حسون أن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، "يريد أن يُبقي الولايات المتحدة حليفة لتركيا، ويحافظ على علاقات جيدة معها، وهو ما تقابله أميركا بالتنازل المحدود في ما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة"، معرباً عن اعتقاده بأن "الأمور تجري بشكل جيد بين الدولتين حتى الآن".
واعتبر أن هذا "يصبّ لصالح الثورة السورية والشعب السوري بكل أطيافه، ونتمنى ألا يحدث أي اختلاف بين الدولتين في الملف السوري بمجمله، وبالتأكيد الدبلوماسية التركية كعادتها لن تكون عاجزة عن تمتين العلاقات بين مختلف الدول الفاعلة في الملف السوري، بما يحقق مصلحة الشعبين التركي والسوري على حد سواء، وبالمقابل فالولايات المتحدة لا يمكنها أن تضع علاقتها مع تركيا في كفة ميزان مقابل علاقتها مع قسد".
وتسيطر ميليشيات "YPG" تحت غطاء "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على منطقة شرقي الفرات التي تشكل نحو ثلث مساحة سورية، ما خلا مربعاً أمنياً في مدينة الحسكة تحت سيطرة النظام وبضع قرى، ومثله في مدينة القامشلي على الحدود السورية التركية.
ويدفع الجانبان الأميركي والتركي باتجاه إنشاء منطقة أمنية متفق عليها بينهما، ولكن من الواضح أن هناك خلافات تبدو صعبة الحل، تتعلق بتفاصيل هذه المنطقة وأبعادها والقوى التي يجب عليها تسلم زمام الأمور العسكرية فيها، وهو ما يدفع أنقرة باتجاه تصعيد الموقف والتلويح بعمل عسكري يبدو أن مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، أو مدينة عين العرب شمال شرقي حلب، هدفه الأول في حال بدئه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!