سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
بشكل عام لا تلقى الانتخابات المحلية في العالم الخارجي اهتمامًا زائدًا، كما أنها لا تؤثر كثيرًا على السياسة الخارجية للبلد المعني.
ومع أن هذه الحقيقة تسري على تركيا أيضًا، إلا أن الانتخابات المحلية هذه المرة حظيت بمتابعة عن كثب من جانب الدبلوماسيين الأجانب والإعلام الخارجي.
السبب الرئيسي في هذا الاهتمام هو إجراء الانتخابات المحلية في أجواء تشبه الانتخابات العامة، والحديث خلال الحملات الانتخابية ليس عن قضايا الشؤون البلدية فحسب، بل مسائل قومية من قبيل الاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية.
من هذه الناحية، شعر الكثير من البلدان بالحاجة لمتابعة الانتخابات المحلية التركية عن كثب، وتسجيل ملاحظات حول الخطابات والرسائل الموجهة فيها على صعيد الاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية.
جملة من المشاكل
مع انتهاء الانتحابات، تدخل تركيا مرحلة جديدة تستمر 4.5 سنوات بلا انتخابات. وهذا يتيح للحكومة فرصة إيجاد حلول للكثير من المشاكل الرئيسية التي يواجهها البلد.
بطبيعة الحال، بين هذه المشاكل هناك جملة من القضايا السياسة الخارجية، جزء منها على علاقة وثيقة بالاقتصاد والأمن في البلاد.
يأتي في طليعة القضايا المذكورة مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة. ومن المشاكل العالقة مع واشنطن كيفية حل الخلاف بخصوص منظومة إس-400 ومقاتلات إف-35.
إذا لم يحدث توافق بين البلدين في هذا الخصوص، فالأمر ينذر بوصول العلاقات التركية الأمريكية إلى منعطف خطير، علاوة على إجراءات متبادلة، وحتى فرض عقوبات.
وعلى نفس المنوال، ما يزال الخلاف قائمًا حول دعم الولايات المتحدة تنظيم "ب ي د" في سوريا، وإعلان تركيا بأنها ستنفذ عملية عسكرية في شرق الفرات. في حال عدم التوصل لتفاهم في هذا الخصوص سينجم عن ذلك عواقب وخيمة.
هناك الكثير من القضايا الهامة أمام تركيا في هذه المرحلة. الخلاف على موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط يثير خطر وقوع اقتتال بين بعض البلدان المتجاورة. وهناك أيضًا مسألة تطبيع تركيا علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.
سبل الحل
تتيح المرحلة الجديدة أمام أنقرة فرصة التعامل مع قضايا السياسة الخارجية من خلال مقاربة جديدة.
سيكون من المفيد أولًا التعامل مع القضايا بأسلوب أكثر مرونة وتفاهمًا. يتوجب اتخاذ الموقف التركي بهدوء وبحجج عقلانية، وليس بأسلوب وخطاب عدائي. ينبغي أن يكون الهدف التصالح والتوصل إلى الحل عوضًا عن مواصلة النزاع.
تهدف السياسة الخارجية التركية دائمًا للحفاظ على التوازنات. من المهم جدًّا عدم الإخلال بالتوازنات القائمة في مواجهة القوى والمجموعات المختلفة وتجنب المواقف الحادة، في الظروف العالمية الحالية.
بعبارة أخرى، على أنقرة الاهتمام بمواصلة علاقاتها الحالية على صعيد السياسية الخارجية، خلال سعيها لإقامة علاقات جديدة.
باختصار، ينبغي أن يكون الهدف الاستراتيجي لتركيا في هذه المرحلة الجديدة حل المشاكل عبر الطرق السلمية وتطوير علاقات متعددة الاتجاهات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس