ترك برس
انتقد الدكتور ياسين أقطاي، كبير مستشاري الرئيس التركي، اتهام الأمين العام لجامعة الدول العربية تركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، معتبرا أن القمة العربية الأخيرة التي عقدت في تونس خرجت عاجزة عن الخروج بنتيجة أو حل لأي من المشاكل المستعصية التي يواجهها العالم العربي.
وقال أقطاي في مقال نشرته صحيفة "يني شفق" إن المشاركين في القمة عجزوا عن قول شيء عن القضية الفلسطينية سوى كلمات روتينية رسمية. ولم تشهد القمة أي نموذج قرار أو تضامن يمكن أن يكون حلا للأزمة الخليجية. ولم يصدر عنها أي رد فعل قوي إزاء قرار الولايات المتحدة الاعتراف بضم إسرائيل هضبة الجولان، واكتفت فقط بالإقرار بأن "الجولان أرض سورية".
واعتبر أن قبول الدول العربية لوصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، لتركيا بالدولة الأحنبية، في حين أن تلك الدول تعاني من الكثير من المشاكل الداخلية وتقبل تدخلات أمريكا وأوروبا، بل وتوجهاتها واستغلالها، لا يبرهن سوى على أن الحكام العرب المشاركين في القمة منعزلون تمامًا عن الشعوب العربية التي يحكمونها.
ولفت إلى أن تركيا تتحمل وحدها، بسبب المشاكل الداخلية للعالم العربي، كامل حمل القضايا الإنسانية التي يعيشها العرب بسبب حكامهم الذين يقضون معظم أوقاتهم في القمة العربية نائمين.
وأوضح أن تركيا تستضيف، بموقف إنساني فريد، 3.5 مليون شخص اضطروا للهرب من بلدهم حتى لا يكونوا من بين المليون عربي الذي قتلهم بشار الأسد بصفته حاكما عربيا. كما فتحت أبوابها في موقف إنساني كامل، لاستقبال عشرات الآلاف من الذين فروا هاربين من القتل والتعذيب والسجن دون وجه حق على أيدي الانقلابيين في مصر أكبر دولة عربية.
واستطرد بالقول أن تركيا تعد الدولة الوحيدة التي تدخلت على المستوى الإنساني فقط في الحرب اليمنية التي تخوضها السعودية والإمارات أغنى بلدين عربيين دون هدف، كما يحظى الكثير من المهاجرين اليمنيين الذين ظلموا بسبب الحرب بحياة هادئة وسالمة في تركيا.
وقال إن الزعماء العرب المشاركين في القمة اتهموا تركيا بالتدخل في الشؤون العربية الداخلية، في حين أن عدد الفارين المناطق التي تعاني من مشاكل وصراعات واستقروا في تركيا يتخطى 4 ملايين شخص، وهو ما يعد أكثر حتى من سكان كثير من الدول العربية المشاركة في القمة.
ورأى أن تركيا بفضل عدد العرب المقيمين بها، وما تفعله لحل مشاكل إخوتها العرب، تتمتع أكثر من أي أحد آخربحق الحديث نيابة عن العالم العربي. وهذا الحق والتأثير لا يمكن منحه إلى أو الحصول عليه من بعض الأسماء المشاركة في القمة.
وأوصى أقطاي في ختام مقاله الزعماء العرب أن يتناولوا في القمة العربية المقبلة كيفية تحقيق حقوق الإنسان وتوفير الحياة الكريمة التي تستحقها الشعوب العربية الإسلامية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!