ترك برس
تتابع وسائل إعلام دولية وعربية عن كثب التطورات التي تشهدها محافظة إدلب السورية، آخر معاقل المعارضة، في ظل الهجمات المكثفة التي يشنها النظام في الفترة الأخيرة، مدعومًا من روسيا وإيران.
وقالت المعارضة السورية التي تحظى بدعم تركي، إن روسيا تحاول مع النظام انتزاع السيطرة على طريقين رئيسيين في إدلب (شمال غرب) في محاولة لتعزيز الاقتصاد الذي أثرت عليه العقوبات.
ونقلت وكالة رويترز، الاثنين، عن مقاتلين في المعارضة السورية قولهم إن قوات النظام تشن هجمات جوية عنيفة استهدفت مدينة جسر الشغور وسهل الغاب بالإضافة إلى بلدتي اللطامنة ومعرة النعمان في جنوب محافظة إدلب.
وقالت رويترز إن السيطرة على تلك المناطق ستجعل القوات الحكومية السورية تقترب من استعادة السيطرة على طريقي "إم 5" و"إم 4" الاستراتيجيين من إدلب إلى حماة واللاذقية على ساحل البحر المتوسط وهما اثنان من أهم الشرايين في سوريا قبل الحرب.
واستهدفت الأيام القليلة الأولى من الهجوم بلدات في شمال حماة وجنوب محافظة إدلب، داخل منطقة عازلة تم الاتفاق عليها في سبتمبر/أيلول بين روسيا وتركيا في إطار اتفاق أدى إلى تفادي شن هجوم ضخم على آخر معقل رئيسي للمعارضة السورية.
وقالت الأمم المتحدة إن الهجمات تضمنت أعنف استخدام للبراميل المتفجرة من قبل الجيش السوري خلال 15 شهرا. وتقول إنها تقدر أن 323 ألف شخص شردوا في شمال غرب سوريا منذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
ويقول سكان إن عشرات الآلاف فروا من ديارهم ومعظمهم إلى مخيمات على الحدود التركية منذ بدء أحدث هجوم. وقال سكان وشهود إن بعض الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى تلك المخيمات لجأوا إلى بساتين الزيتون.
وقال ناجي مصطفى عضو الجبهة الوطنية للتحرير التي تدعمها تركيا، "القصف يزداد بشكل مكثف و رقعة القصف تزداد و تتوسع بكثافة و عنف"، حسب رويترز.
وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني الذي تدعمه تركيا: "كان هناك هدف روسي للسيطرة على الطرق و لقى موقف ثابت رافض من قبل فصائل الثوار وهو مرفوض لأنه تهجير عشرات الالاف ممن يرفضون أن يكونوا تحت (حكم) الروس".
من جانبه، رأى القيادي في "الجيش السوري الحر" مصطفى سيجري أن "الاحتلال الروسي ما زال يستخدم المجموعات الإرهابية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني كورقة ضغط على الأشقاء في تركيا"، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" (YPG) في ريف حلب الشمالي.
وأشار سيجري، في حديث مع صحيفة "العربي الجديد"، إلى أن ضغط موسكو على أنقرة "غايته القبول بالنظام والمشاركة في المؤامرة على الشعب السوري".
وأضاف: "روسيا لا تريد الذهاب باتجاه لجنة وطنية لإعادة صياغة الدستور، ولا تريد عملية سياسية حقيقية".
وتابع قائلاً إن "روسيا تريد شرعنة النظام من خلال العملية السياسية، وضمان مكاسبها في أي صفقة محتملة بين الأتراك والأميركيين في منطقة شرق نهر الفرات".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!