أ بي ثي الإسباني - ترجمة وتحرير ترك برس
عُثر على أنقاض هذه الشوارع والجدران والفسيفساء الرومانية خلال أشغال بناء الفندق.
في متحف فندق هيلتون أنطاكيا الذي افتتح مؤخرًا في تركيا، عُثر على أطول فسيفساء في شكل قطعة واحدة في البلاد. وقد ورد على حساب "الأثار القديمة" على إنستغرام والمجلة المتخصصة في الهندسة المعمارية والتصميم "متروبوليس" أن مساحة هذه الفسيفساء تقدر بنحو 1050 مترا مربعا، وأن هذه القطعة تشكل جزءا من سجادة تقدر مساحتها بنحو 10 آلاف متر مربع تقريبًا.
اكتشفت هذه الفسيفساء المذهلة في أثناء تشييد الفندق الذي يضم 199 غرفة، والذي يحمل توقيع شركة المهندس المعماري التركي إمرة أرولات. يقع هذا الفندق في وسط مدينة أنطاكيا بالقرب من كنيسة القديس بطرس التي تعد واحدة من أهم وجهات الحج المسيحية. وقد اعتاد العمال في هذه المنطقة العثور على بقايا آثار مدفونة وراء الصخور من حين إلى آخر.
يتميز هذا الفندق بإطلالات مثيرة للإعجاب نظرا لكونه محاطا بالجبال، وغرفه مرتبةٌ مثل حاويات زجاجية. ويمكن لضيوف هذا الفندق اكتشاف جوهرة "صغيرة" تحت أقدامهم، وهي أنقاض الشوارع والجدران والفسيفساء الرومانية القديمة. وكما توضح مجلة "متروبوليس"، فإن هذه "المتاهة الحجرية" تعد جزءا من مدينة أنطاكيا اليونانية القديمة التي تشتهر بتعدد ثقافاتها، حيث يتاجر فيها اللاتينيون واليونانيون والآراميون ويتعايشون معا.
على الرغم من أنه غالبا ما يتم التشكيك في أهمية تشييد مبنى بهذا الحجم على هذه الأنقاض، إلا أن أحد مهندسي الشركة المعمارية التي أشرفت على بنائه يدافع عنه في مجلة "متروبوليس" قائلا: "في أماكن ووضعيات مماثلة من الشائع جدا تغطية ونسيان الاكتشافات الأثرية. لكن هذه القطع الثمينة من التاريخ لم تكن لتظهر دون هذا المشروع".
وعلى هذا النحو، حوّل الفندق هذا الاكتشاف إلى استراتيجية للمحافظة على التراث التاريخي. لكن التحدي الأكبر للشركة المعمارية يتمثل في كيفية تسليط الضوء على وجود هذه التحف الأثرية ودمجها مع الأطر والتقنيات المعاصرة مثل الأعمدة المعدنية السائدة واسعة النطاق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!