ترك برس
قال البروفسور كرم ألقين، الخبير الاقتصادي التركي، إن الطاقة هي كلمة السر وراء استهداف الولايات المتحدة الأمريكية إيران وتصعيدها خلال الآونة الأخيرة.
جاء ذلك في مقال للكاتب بصحيفة "صباح" التركية، تطرق فيه إلى مكانة عامل الطاقة في الأزمة الأمريكية الإيرانية، وأهمية مضيق هرمز في هذا الصراع.
وأشار "ألقين" إلى أن "الطاقة" تعدّ إحدى العناصر الهامة في التنافس القائم على "مركز القوة العالمية" بين بلدان المحيط الأطلسي ونظيراتها في آسيا والمحيط الهادئ، والذي بدأ يتصاعد منذ بدايات الألفية الثانية.
وأضاف أن ازدياد إنتاج البضائع لدى مناطق آسيا والمحيط الهادئ، يحتاج إلى المزيد من الطاقة، مبيناً أن إنتاجها اليومي من البترول الخام ارتفع من 19 مليون برميل في الفترة بين عامي 2016 – 2019، إلى 20 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع أن يصل هذا الإنتاج إلى 21 مليون بحلول عام 2020، وإلى 25 مليون خلال 2025 وإلى 30 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030.
وقارن الخبير التركي هذه الأرقام بإنتاج أمريكا الشمالية من البترول الخام خلال الفترة نفسها، والذي من المتوقع ارتفاعه من مليون برميل إلى 6 ملايين برميل في اليوم الواحد، تزامناً مع صعود إنتاج بلدان الشرق الأوسط من 20.5 إلى 22 مليون برميل يومياً.
وأوضح أن هذه التوقعات تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستضاعف إنتاجها اليومي من النفط الخام خلال الفترة بين عامي 2020 – 2030، إلى ما بين 22 – 25 مليون برميل، إلا أنها ستستخدم أكثر من نصفها لاحتياجاتها الذاتية، فيما ستصدّر ما يقارب 3-4 مليون برميل منه يومياً.
وبحسب "ألقين" فإن "موازنة أسواق النفط العالمية بحلول عام 2040، يجب أن تتشكّل بحيث تستطيع واشنطن تأمين كميات النفط التي تستخدمها لاحتياجاتها من الإنتاج الداخلي والاستيراد بأسعار رخيصة، وأن تحافظ على أسعار الوقود اللازمة من أجل استهلاك شعبها، والقطاعات المختلفة وعلى رأسها الطيران، في حدود المعقول."
وتابع: "في الوقت الذي قلصت فيه الولايات المتحدة وارداتها من النفط إلى مستوى 10 ملايين برميل يومياً، فإنها قلصت وارداتها عبر الخليج العربي ومضيق هرمز، من 3 ملايين إلى مليوني برميل يومياً خلال الفترة بين عامي 2000 - 2017. في المقابل، رفعت كمية وارداتها النفطية من كندا، من 1.8 مليون إلى 3.8 برميل يومياً. ما يعني أنها قلصت بشكل كبير خلال الأعوام الـ 18 الماضية، من اعتمادها على استيراد النفط من الشرق الأوسط والخليج العربي."
وأردف: "من جهة أخرى، تزيد واشنطن من طموحاتها المتعلقة بتصدير النفط الخام. ومن المتوقع بحلول عام 2023، أن ترفع الولايات المتحدة صادراتها من النفط الخام إلى 4.5 مليون برميل يومياً، تزامناً مع ارتفاعها إلى 5 مليون برميل في الهند، و10 ملايين برميل يومياً في الصين."
وأشار إلى أن 26 بالمئة من الصادرات النفطية الإيرانية تتجه إلى الصين، و23 بالمئة منها إلى الهند و19 بالمئة إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.
وتطرّق الكاتب إلى الأحداث التي شهدتها الأسابيع الماضية في هذا الإطار، من استهداف ناقلات نفط في المياه الإقليمية الإماراتية، واستهداف خطوط ضخ نفط في الداخل السعودي، وأهمية ذلك لدى معادلة الصراع الأمريكي الإيراني.
واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى ضرورة قراءة الأحداث المتعلقة بمضيق هرمز وما بعده، من أجل الفهم الجيد لحروب الطاقة القائمة في سوريا، والعراق وشرقي البحر المتوسط
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!