ترك برس
تستعدُّ تركيا لإرسال سفينة الحفر الثانية "يافوز" إلى شرق البحر المتوسط في شهر تموز/ يوليو المقبل لمرافقة سفينة "الفاتح" وحفر بئرٍ جديد، وذلك التزامًا منها بحماية حقوقها السيادية في المنطقة.
وصرح وزيرُ الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز خلال مأدبة إفطار نظمتها شركة البترول التركية، بأن أول سفينة حفر تركية ستواصل عملياتها في المنطقة كما هو مخطّط لها في موقع "فينيكي 1" (Finike 1).
وأوضح الوزيرُ أن السفينة ستقوم بحفرٍ على عمق ألفين و338 مترًا وأن حفر الآبار سيستمرُّ لمدة مئة يوم. ومن المقرّر أيضًا أن تبدأ سفينة الحفر الثانية "يافوز"، توأم "فاتح" من حيث الصفات التقنية، بحفر الآبار في العام القادم.
يقول دونماز: "لقد أكملنا 80 في المئة من أنشطة التطوير في يافوز باستخدام التكنولوجيا المحلية. ستكون الحفارة جاهزة لبدء حفر الآبار في شرق البحر الأبيض المتوسط في تموز. ستحمل سفينتان لدينا، فاتح ويافوز، علمنا في شرق البحر المتوسط".
اشترت شركة البترول التركية الجيل السادس من معدّات الحفر يافوز مقابل مئتين و62.5 مليون دولار ويبلغ طولُها مئتين و29 مترًا وتزن 21 ألفًا ومئتين و83 طنًّا. جاءت يافوز إلى حوض بناء السفن في يالوفا في أوائل آذار/ مارس.
صرّح الوزير أيضًا بأن السفينة الزلزالية "أوروتش ريس" تقوم بعمليات مسحٍ في بحر مرمرة، بينما تواصل سفينة "بربروس خير الدين باشا" جمع البيانات في "نيقوسيا -2"، إحدى الكتل المرخصة لجمهورية شمال قبرص التركية.
وأكّد وزير الطاقة أن تركيا ستواصل بحزمٍ حماية حقوقها السيادية وحقوق القبارصة الأتراك في المنطقة، وأضاف: "نحن نهدف إلى استخدام موارد الهيدروكربون في منطقتنا الاقتصادية الخالصة (EEZ) لصالح شعبنا".
وبعد أن أرسلت تركيا سفينة فاتح إلى الغرب من جزيرة قبرص لبدء حفر بئرٍ ثانٍ، أعربت بعض الدول الغربية - بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا واليونان - عن اعتراضها. لكن تركيا أكّدت مرارًا وتكرارًا أن سفينتها تجري عملياتها في المنطقة الاقتصادية الخالصة الخاصة بها، والتي تمّ تسجيلُها لدى الأمم المتحدة في عام 2004، وينبغي على الدول الأخرى احترام حقوق تركيا والقبارصة الأتراك.
وقد عارضت تركيا باستمرارٍ عمليات الحفر التي تقوم بها الإدارة القبرصية اليونانية من جانبٍ واحدٍ في شرق البحر المتوسط، قائلةً إن للقبارصة الأتراك حقوقًا في الموارد في المنطقة. تنتهك المنطقة الاقتصادية الخالصة المعلنة من جانبٍ واحدٍ للإدارة القبرصية اليونانية جزءًا من الجرف التركي، وخاصةً في الكتل 1 و4 و5 و6 و7.
في عام 1974، في أعقاب انقلابٍ استهدف ضمّ قبرص إلى اليونان، تدخّلت أنقرة كقوّةٍ ضامنة. وفي عام 1983، تأسّست الجمهورية التركية لشمال قبرص.
شهدت العقود التي تلت ذلك عدة محاولاتٍ لحلّ النزاع، وكلها انتهت بالفشل. آخرها، الذي عُقد بمشاركة الدول الضامنة - تركيا واليونان والمملكة المتحدة - انتهى في عام 2017 في سويسرا.
وأوضح وزير الطاقة دونماز أن شركة النفط التركية حطّمت الرقم القياسيّ المسجل منذ 17 عامًا في إنتاج النفط المحلي بما يتجاوز 43 ألفًا و500 برميل يوميًّا في عام 2018، وقال دونماز: "حتى الآن هذا العام، بلغ إنتاج النفط اليومي 45 ألفًا و800 برميل في اليوم. تُقدّر احتياطيات النفط المكتشفة في سيرت وديار بكر بنحو 22.52 مليون برميل".
وأضاف أن "هذه الاكتشافات ستساهم بمبلغ 700 مليون دولار في الاقتصاد التركي"، مشيرًا إلى أن استكشافات شركة البترول التركية كشفت عن احتياطيٍّ للغاز يكفي بدرجةٍ كافيةٍ لتلبية الطلب على الطاقة لـ 300 ألف أسرة لمدة عشر سنوات.
تستمرُّ عمليات التكسير الهيدروليكي بنجاحٍ في بئر "مرمر 1" في ديار بكر، ممّا يدلُّ على القدرة التكنولوجية لشركة البترول التركية وقدرتها التشغيلية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!