هازال دوران - The New Turkey - ترجمة وتحرير ترك برس
شهدت تركيا في الأسبوعين الأخيرين تصاعد خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين من قبل بعض السياسيين اليمينيين المتطرفين. وقد ظهرت الآثار الأولى لهذا الخطاب على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرض اللاجئون لاعتداءات لفظية وبدنية. وعلى الرغم من أن هذه القضية يتم تجاهلها بين الجمهور، فإن من الأهمية بمكان مناقشة الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة والطرق الممكنة لمحاربتها.
على الرغم من أن العدد الدقيق للاجئين السوريين في تركيا غير معروف، فإن عددهم في يقدر بنحو 3.6 مليون. ومنذ بداية تدفق السوريين إلى تركيا في عام 2011، أظهرت تركيا نجاحًا كبيرًا في بناء مخيمات اللاجئين وتوفير خدمات الإسعافات الأولية. ومع ذلك، نظرًا لحقيقة أن الحرب في سوريا لم تنته، لم يكن من الممكن استضافة جميع اللاجئين في هذه المخيمات. ونتيجة لذلك، هاجر اللاجئون إلى المدن من أجل بدء حياة أفضل.
يعيش 87٪ من اللاجئين السوريين في تركيا في المدن، حيث تستضيف إسطنبول أكبر عدد من السوريين بـ500 ألف نسمة، تليها غازي عنتاب، وشانلي أورفا، وهطاي، وأضنة، ومرسين، وبورصة. وعلى الرغم من أن المؤسسات والمنظمات المعتمدة مثل رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (أفاد) والمديرية العامة لإدارة الهجرة ووزارة التعليم الوطني والأمم المتحدة تعمل من أجل دمج اللاجئين في تركيا، فلا يزال هناك عمل كثير يحتاج إلى إنجاز.
من المعروف أن كل مجتمع يتفاعل مع جهود الاندماج والتماسك الاجتماعي إلى حد ما. ومع ذلك، فليس من المقبول استخدام خطاب الكراهية ضد الفئات الضعيفة التي ليس لديها فرصة متساوية للدفاع عن نفسها في الأماكن العامة.
أعرف على نحو شخصي لاجئًا يعاني من التمييز بشكل يومي. قبل شهرين، التقيت بطفل سوري يبلغ من العمر 9 أعوام يدرس في المرحلة الابتدائية، وقد أخبرني أن معظم زملائه يضايقونه في المدرسة لكنه يفضل عدم الرد. في الواقع، هناك الكثير من اللاجئين الآخرين الذين يعانون من نفس النوع من المعاملة في المجتمع. وهذا بالتأكيد يحتاج إلى اعتراف أكبر.
وغني عن البيان أن زيادة الوعي بهذه المسألة والاعتراف بها أمر بالغ الأهمية لمكافحة كراهية الأجانب وخطاب الكراهية، الذي يتزايد في تركيا. وفي هذا الصدد يبرز الدور المهم الذي تضطلع به الشخصيات العامة على نحو خاص، من أجل خلق الوعي في جميع دوائر المجتمع.
ونظرًا لأن معظم الأعمال المتعلقة بإهانة اللاجئ السوري تتم على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك حاجة إلى استراتيجية جيدة التخطيط لمحاربتها. يلقي بعض السياسيين المتطرفين اليمينيين باللوم على اللاجئين بسبب المشاكل الاقتصادية المستمرة في البلاد ومستوى البطالة، وقد بدأت أفكارهم تؤثر وتنتشر في ثنايا المجتمع. ومن ثم فهناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن هذه المسألة.
يُظهر صعود خطاب الكراهية في المجتمع التركي ضرورة تعليم التسامح واحترام التنوع في المدارس. وإذا كانت وزارة التعليم الوطني تقود مشروعات شاملة لتدريس هذه القيم في المدارس الابتدائية، فإن من الواجب على جميع دوائر المجتمع بذل مزيد من الجهد لزيادة الوعي بخطر تصاعد خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين قبل فوات الأوان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس